وأمره ان يسلم على ويقول لى إنه يحضر الجمعة والجماعة قال القاضى وأخبرنى من أثق به عن بعض أهل صنعاء إنه دخل من بير العزب بعد صلاة المغرب وأراد الدخول من باب اليمن أحد أبواب صنعاء المعروفة فوجد الباب قد أغلق فحصل معه قلق عظيم واعتراه ذل ووحشة فبينما هو يفكر في أمره عند المقابر إذ رآه شخص وبيده فانوس وقد جاء من جهة جبل نقم فأنس به وقصده فإذا هو الفقيه أحمد الراعي فأخبره ان باب اليمن قد أغلق فأجاب الفقيه أحمد بأنه مفتوح وإنما تخيلت أنه قد أغلق ثم قبض على يده ودخلا جميعا من باب اليمن ورآه مفتوحا فلما فارق الفقيه أحمد رجع إلى الباب لينظره فوجده مغلقا فسأل الموكلين به فأخبروه أن له مدة طويلة من حين أغلق وأنه لم يفتح ولم يروا أحدا قد دخل منه انتهى كلام القاضى
قلت وسمعت انه استكتمه ذلك وأمره أن لا يخبر به أحدا واشتهرت عنه كرامات أخرى وتوفي في سنة نيف وخمسين ومائة وألف وأوصى أن لا يعرف أخوه أحدا بموته ولما شاع خبر موته خرج جميع أهل صنعاء إلى فوق القبر أفواجا رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
51 - السيد أحمد بن زيد بن محمد بن الحسن بن القاسم الصنعانى
السيد العلامة التقى أحمد بن زيد بن محمد بن الحسن ابن الإمام القاسم ابن محمد الحسنى الصنعانى أخذ عن أبيه الحافظ الكبير وعن غيره من علماء عصره بصنعاء وكان عالما محققا في النحو والصرف والبيان والمنطق والأصول مشاركا في الحديث وكانت له عناية تامة بالنقل والضبط وكان حسن الأخلاق كثير التواضع فاضلا ناسكا قال الفقيه على بن محمد العابد
Страница 32