Приложение к песням
ملحق الأغاني (أخبار أبي نواس)
Исследователь
علي مهنا وسمير جابر
Издатель
دار الفكر للطباعة والنشر
Место издания
لبنان
كان العباس بن محمد يتشوق أبا نواس ويميل إليه فلما رآه وسمع منه ورأى ظرفه وكماله أقبل عليه وقال يا أبا علي أريد أن أقول لك شيئا فأستحييك وأستحي من نفسي في ترك نصحك وقد بلغني أنك مكب على المعاصي مستهتر بالقبائح والمجون فقال أيها الأمير أما المعاصي فإني أثق فيها بعفو الله عز وجل وقوله تعالى فوالله لو أن السندي يقول ما قال سبحانه وتعالى لوثقت به فكيف بقول رب العالمين عز وجل وهو يقول
﴿يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر﴾
الذنوب جميعا ) وأما المجون فما كل أحد يحسن أن يمجن وإنما المجون ظرف ولست أبعد فيه عن حد الأدب ولا أتجاوز مقداره ثم نهض العباس هذا والله الأدب الذي يحسن معه كل شيء
حدث الجماز أن أبا نواس احتاج حاجة شديدة واشتاق إلى شرب الخمر وهو ببغداد فلم يقدر على ما يشتري به خمرا فذكر أخا شاعرا في بعض القرى فخرج إليه فوجد صاحبه أسوأ حالا منه ووجده وعنده خابية شراب لا غير فقال له ما حالك فقال والله ما عندي مأكل فأشرب عليه الشرب فقال له أبو نواس ما ها هنا أحد نمدحه فقال ها هنا رجل من مضر يكنى أبا مالك إذا مدحته مدحني وإذا هجوته هجاني مثلا بمثل فنظر أبو نواس في شعر المضري فإذا هو شعر متظرف متكلف فدعا بالدواة وكتب إليه
( قل لأبي مالك فتى مضر
مقال لا مفحم ولا حصر )
( جئناك في ميت تكفنه
ليس من الجن لا ولا البشر )
( بل هو ميت عظامه خزف
والجلد قار والروح من عكر )
( ليس لنا ما به نكفنه
فكفن الميت يا أخا مضر )
( واعجل فقد مات فاعلمن ضحى
ونحن من نتنه على خطر )
( يا لك ميتا صلاة شيعته
عزف عليه والنقر بالوتر )
Страница 212