Последователи: Последний христианин
الملاحق: المسيحي الأخير
Жанры
في النصف المتبقي من الرواية، سوف أتركك لوحدك تمارس ما تشاء من الأحداث، وأنت تضع ما تشاء من البدايات والنهايات. أعلم أنك تشك في كلامي. بكل صدق سأكون لك يا ميشيل كقبعة الرأس؛ وقت المناسبات الدينية تلبسها، وقت الحر تستخدمها، أيضا وقت البرد لها فوائد.
نحن في غزة لا نصبر على أي شيء، دائما نتحرك، نتغير قبل نضوج الأفكار، نجلب لنا شهوة العالم. للتأكيد على كلامي، كان عندنا حزب سياسي تحت اسم «زهقنا»، كان شعاره «من يسبح معنا ضد التيار». حين تسمع كلام التنظير داخل قاعاته يقول لك: أنت اللحظات المسروقة من كل حلم، التي عبرت كافة الأشياء، وتهذي إلينا كل الأشياء، ولم يفكر أحد يوما بالإهداء إليها، تلك الدافئة كالعطاء الوحيد! إلى الآخرين بصدق، من يتسع عقلهم وقلبهم إلى أن يتقبلوا بكل مميزاتك وعيوبك دون توقعات ودون إضافات. أنا نفسي، ألا تهدر حياتك في تفاهمات، وكذب هذا العالم. عد إلى حنانك الدائم، الذي لا يقتلك. كم أنا مدين لك! بل أتألم كلما أعجزني السداد لك؛ لأنك جئت في رأسي كفكرة ورقية، لكن بك أوصلت أفكاري.
التجربة التي تخوضها هي الحب؛ الحب يا ميشيل يأتي بدون برق ولا رعد مثل المطر، يأتي من الداخل إلى الخارج، بدون سبب. قد تكون واقفا في مكان عملك تنتظر زبونا، من دون إشارات مرور تدخل قلبك الزبونة، تتفاجأ أنها أيضا جذبت لك بشكل أكثر مما تتوقعه. تكون الزبونة أصغر منك بعشرين عاما، تحاول أن تهشها من حياتك، لكن لا جدوى؛ إن كيماء الحب هي من تقوم بتفاعلات داخلك كأن جسدك مفاعل نووي. قبل الحب يتخيل الإنسان أنه مدينة فاضلة، نفس ناضجة. تعرف عليها كأفضل صديقة. تكون نفسه حازمة وروحانية في كافة الأوقات. يكون عقلك أول من علمك ألا تفعل شيئا، أو تؤمن بشيء، إلا إذا تناغم مع قناعاتك وقلبك. الذي ساعدك دائما في لحظات الحب تقلب الطاولة وتهشم الكئوس. ويزداد السواد تحت جفونك.
في السيارة
نضال أنت وحدك في الشارع، كأنك في أول أيام الربيع، تنتظرك تجربتان؛ الحب والمقاومة، كلاهما يعتمد على ما تقدم لهما.
اقتربت سيارة من نضال، كان الشارع فارغا جدا، مهيأ للحظات التجربة الذاتية التي لا يمكن لأحد أن يراك.
وقفت السيارة بالقرب منه، فتح الباب الخلفي، دخل، وقبل أن يجلس كانت سيدة تكلمه بصوت عال: أنت ميشيل بطل رواية الملاحق! يا الله كم هي صدفة جميلة أن أراك! - رد دون أن يهتم لمن المتحدث: هل انتهت الرواية؟ وماذا حدث في نهايتها؟ - نعم، انتهت ووزعت في الأسواق. الجميع قرأها؛ منهم من أحبها، منهم من كرهها، ومنهم من صرت لهم رمزا. - هل نحن الآن في الحقيقة، أو ما زلنا في أحداث الرواية؟ - المهم أنا أول من رأيتك.
دقق في صوتها وشكلها، سمع عددا من الجمل منها، صمت قليلا، ردد في نفسه: أنا أعرفها، وأخاف أن أسألها عن نهايتي كيف كانت.
لقد تعلمت أن أصبر على النهايات حتى لا تجيء بسرعة.
اتجه بوجهه ناحيتها: أنا أعرفك، صوت قريب لي، كأننا تقابلنا قبل ذلك. - أنا جان دارك. هل تذكرتني؟ - نعم أتذكرك، أنت كنت شخصية في الرواية. هل أنت حقيقة، دم ولحم، أم ورق وحبر أسود؟ - أنا حقيقة مثلك، ونحن موجودون في غزة.
Неизвестная страница