- وهذا المختصر يختلف عن أصله -كشف الأستار- بحذف واختصار كثير من الأبواب. مثال ذلك كتاب الإيمان، فإنه في أصل المختصر -كشف الأستار- به ٤٤ بابًا. لكنه في مختصر الحافظ به ٣ أبواب فقط.
فهذا يدلنا على مدي الاقتضاب الذي انتهجه الحافظ في مختصره في الأحاديث والتراجم.
وكذا في الأسانيد: فإذا كان حديثًا بإسنادٍ واحدٍ أورد الأول ثم أتبعه بالثاني مختصرًا إسناده ومتنه عند نقطة الاشتراك والالتقاء في الإسناد ويقول: وبهذا الإسناد كما في (٧٧ - ٧٨).
- والحافظ رحمه اللَّه تعالى يختصر الأسانيد، بل والمتون أيضًا حتى لا يتضخم الكتاب. وهذا ليس باختصار مخل، بل إنه يدل على تمكنه إذ أنه لم يختصر اختصارًا خاطئًا في كل المختصر على ما وقفت عليه.
- وقد يكرر الحافظ الحديث ويضعه في موضعين من مختصره. وهذا تارة يكون كذلك بأصله (ش) وتارة يكون من تصرف الحافظ وتقطيعه للحديث الواحد. فمن أمثلة ذلك. (الرقمان للمختصر، وش للكشف).
[(٥٩، ١٤٢٦) ش ٢٢٠١]، [(١٦٥، ٣٩٢) ش ١٧٦]، [(٢٩٣، ١٧٢٦) ش ١٩٤٧]، [(٨٩٦، ٩٤٢) ش ١٣١٢]، [(١١٧، ١٤٤٦) ش ١٢٣، ٢٢٣]، [(٢١٥، ٦٠٣) ش ٣٣٦، ٨٧٥].
- وللحافظ بعض تعليقات بمجمع الزوائد تدل على أن تعليقاته عليه بعد اختصاره لزوائد البزار كما وقع في المختصر هنا (رقم ١١٣) عندما قال الهيثمي: شيخ البزار لم أرَ من ترجم له. فتعقبه الحافظ ابن حجر في المختمر ها هنا وقال: قلت: هو الواسطي. اهـ. وفي مجمع الزوائد في حاشيته: هو الواسطي فيما أحسب. . . ثم تبين لي أنه عبيد بن إسحاق العطار وهو ضعيف. اهـ. فهذا يدل على ما أشرت إليه. وهناك احتمال آخر أنه كان يزيد في تعليقاته وتعقباته على مصنفاته فلعله ألحقها بالمجمع وفاته وضعها بالمختصر. واللَّه تعالى أعلم.
- ومعظم الحواشي بالمجمع على روايات البزار تكون بمختصر زوائده هاهنا لفظًا ومعنى كما في (٢٥).
1 / 35