وهذا الناسخ لا يترضى عن الصحابة -رضوان اللَّه عليهم أجمعين- ولن أنبه لهذا بالحواشي لكثرته وعادة الناسخ في ذلك وفي النسخة سقوط كثيرة نبهت عليها بمواضعها من حواشي المختصر.
ومن سوء اختصاره أنه بدأ من حديث رقم (٦٤١) بدلًا من أن يصلي ويسلم على النبي ﷺ كان يختصر: صلعم. وهي مكروهة عند الفقهاء، قال ابن جماعة في تذكرة السامع (ص ١٧٦): "ولا تختصر الصلاة في الكتابة ولو وقعت في السطر مرارًا كما يفعل بعض المحررين المتخلفين فيكتب صلع أو صلم أو صلعم، وكل ذلك غير ليِّق. بحقه ﷺ" (^١).
- وناسخها يسهو كثيرًا، ولكنه يستخدم الضرب على الكلمات أو الجمل التي كررها أو أخطأ فيها بطريقة "لا. . . إلى" وقد استخدمها في الأحاديث (٦٩، ١٢٦، ٣١٧، ٣٩٠، ٤٢٨، ٤٧٢، ٦٦٣، ٨٢٩، ٩٧٧، ١٣٤٨).
المبحث الثالث دراسة منهج الحافظ في مختصره
للحافظ في هذا المختصر تعليقات وتعقبات تدل على تمكنه من شأن علم الحديث. فتارة يذكر علة للحديث، وتارة يذكر ما غفل عنه شيخه من ضعف راوٍ أو علة خفية أو برواة جهلهم شيخه، ثقات كانوا أم ضعفاء، أو يخالف شيخه في توثيق أو تضعيف أو تصحيح أو إعلال أو يزيل ما أشكل على شيخه وأبهم عليه. . . إلخ (^٢) ".
بل وقد يرد ويتعقب الطبراني أيضًا فيما ينقله عنه في مختصره أو حواشيه كما وقع في صلب المختصر (رقم ١٢٨)، حيث قال: قال الطبراني: لم يروه عن عبد اللَّه بن زيد إلَّا خالد. فتعقبه الحافظ بقوله: وقد أخطأ في ذلك.
- طريقته في اختصار هذا الكتاب أنه اشترط أن ما بالحديث بمسند أحمد حذفه من زوائد شيخه المسمى بكشف الأستار؛ وذلك لأن الحديث إذا كان بمسند أحمد فلا يحتاج العزو لغيره لجلالة مسند الإمام أحمد وعلوه.
_________
(^١) وانظر الجامع لآداب الراوي للخطيب (١/ ٢٧٠ - ٧٧٢).
(^٢) وذلك كما سبق في مبحث فائدة هذه النشرة.
1 / 34