فهذا يدلنا على دقة ناسخنا ومدى بلوغه في العلم شأوًا. وقد نسخها من نسخة بخط المؤلف. وتاريخ ذلك يوم الأربعاء ١٢ ذي القعدة الحرام عام ٨٦٩، ومكان النسخ مكة المشرفة. وقد حدد السخاوي سنة ولادته وهي سنة ٨٥٠ ومعنى ذلك أنه نسخ هذا المختصر وعمره ١٩ سنة.
وعبد العزيز هذا له ولدين جار اللَّه ويحيى. أما جار اللَّه فهو الذي نسخ ذيول طبقات الحفاظ للذهبي. ووالد الناسخ هو عمر مترجم بالبدر الطالع (١/ ٥١٢) للشوكاني. وجَدّ الناسخ هو تقي الدين محمد أبو الفضل صاحب لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ (^١).
- وقد وضع البعض في أول النسخة فهرسًا لأبواب المجلدتين وكتبه. وأظنه من صنع غير الناسخ، لأن فيه جدولين (صفحة) نمبر. و(مضمون) فأظنها من أحد ممن تملك النسخة.
والنسخة بها بياضات كثيرة، ويكتب ناسخها (ابن فهد) في الحاشية بياض بعدما يترك بياضًا وسط الكلام بقدر السقط. والناسخ يسهل الهمزة في مثل "زايدة"، "أيمة". وقد يقطع الكلمة الواحدة في سطرين: مثل "فعادوا" في آخر سطر "فعا" وفي أول السطر الذي يليه "دوا".
ويترضي عن الصحابة -رضوان اللَّه عليهم أجمعين- ويضع علامة مثل رأس سين مهملة ممدودة فوق أول قول البزار أو الهيثمي أو الحافظ.
والنسخة كان بها سقط في مواضع كما نبهت بالحواشي وتعليقاتي.
وعلي حواشي النسخة نُقُول مفيدة وهي أنواع. منها حواشي للمصنف نفسه -الحافظ ابن حجر- عن معاجم الطبراني ومسندي أحمد وأبي يعلى وغيرهما من النقول المفيدة - كما سيأتي تفصيله إن شاء المولى ﷿.
وهناك حواشي أخرى معظمها لغوية عن النهاية لابن الأثير.
وللناسخ حواشي أخر من تصحيح ومقابلة تدل على إتقانه وضبطه، فهو كما وصفه
_________
(^١) طبع بآخر طبقات الحفاظ للذهبي.
1 / 32