Мухтасар Тухфа Исна Ашарийя
مختصر التحفة الاثني عشرية
Исследователь
محب الدين الخطيب
Издатель
المطبعة السلفية
Место издания
القاهرة
Жанры
Религии и учения
و﴿سميعا بصيرا﴾ ونحوها.
وأما مخالفتها للعترة الطاهرة فلما رواه الكليني عن أبي جعفر ﵇ أنه قال: كان الله ولم يكن شيء غيره ولم يزل عالما. (١)
وروى الكليني وجمع آخرون من الإمامية ﵈ أنهم كانوا يقولون: إن الله سبحانه لم يزل عالما سميعا بصيرا. (٢)
ومع هذا يرد عليهم أن يكون الله محلا للحوادث وهو باطل بالضرورة.
الرابع منها أن الله تعالى قادر على كل شيء، خالف الشيخ أبو جعفر الطوسي والشريف المرتضى وجمع كثير من الإمامية في ذلك، فإنهم قالوا إن الله لا يقدر على عين مقدور العبد. (٣) ويكذبهم قوله تعالى ﴿والله على كل شيء قدير﴾ وهو كاف لتكذيبهم.
الخامس منها أن الله تعالى عالم بكل شيء قبل وجوده، وهذا هو معنى التقدير، يعنى أن كل شيء في علمه مقدر وكل شيء عنده بمقدار، بأن يكون كذا وكذا ويوجد في وقته على وقفه. قالت الشيطانية - وهم أتباع شيطان الطاق -: إنه تعالى لا يعلم الأشياء قبل كونها، وجماعة من الاثني عشرية من متقدميهم ومتأخريهم منهم المقداد (٤) صاحب (كنز العرفان) قالوا: إن الله لا يعرف الجزئيات قبل وقوعها. وهذه العقيدة مخالفة للقرآن، قال تعالى ﴿لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين﴾ وقال ﴿والله بكل شيء عليم﴾ وقال ﴿قد أحاط بكل شيء علما﴾ وقال ﴿ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها﴾ وقال ﴿إنا كل شيء خلقناه﴾ وقال ﴿جعل الله الكعبة البيت الحرام - إلى قوله - ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض﴾ يعني أن الله جعل الكعبة والشهر الحرام والهدي والقلائد شعائره ليجلب إليكم مصالحكم ويدفع عنكم مضاركم، وتلك المصالح معلومة له قبل وقوعها. وقال ﴿ولا رطبٍ ولا يابسٍ
_________
(١) الكافي: ١/ ١٠٧.
(٢) عن الباقر كما في الكافي: ١/ ٨٦؛ وروي عن الرضا كما في عيون أخباره: ٢/ ١٢١.
(٣) لأن أفعال العباد عند الإمامية هي من خلق الإنسان، كما ذكر ذلك شيخهم المفيد بقوله: أفعال العباد غير مخلوقة لله. شرح عقائد الصدوق: ص ٢٧.
(٤) ابن عبد الله السيوري من القرن التاسع مترجم في روضات الجنات.
1 / 81