Краткая история ибадизма Сулеймана Баруни
مختصر تاريخ الإباضية لسليمان الباروني
Жанры
8) يطلق الأباضية على الموحد العاصي كلمة كافر ويعنون بها كافر النعمة ويجرون عليه أحكام الموحدين ، ولهم في ذلك مسوغات شرعية ولغوية ليس هذا محل ذكرها . فالكفر عندهم كفر نعمة ونفاق وهو هذا ، وكفر شرك وجحود وهو الذي يخرج الإنسان من الملة الإسلامية . والأشاعرة يكتفون بتسميته عاصيا وفاسقا ، ويمنعون إطلاق الكفر عليه ولو كان مقيدا بما قيده الأباضيون ، ويؤولون ما جاء مشعرا بذلك . وكلا المذهبين على اتفاق في إجراء أحكام الموحدين عليه . فالخلاف بينهما يقرب أن يكون لفظيا لا روح له من جهة المعنى كما ترى .
9) الميزان والصراط يوم القيامة : يقول الأشعريون أنهما حسيان ، فأعمال الإنسان توزن يوم القيامة بميزان ذي كفتين إظهارا للحق وتبكيتا للمقصر . والصراط جسر ممتد على متن جهنم ، تمر من فوقه الخلائق كل حسب عمله ، فمن مسرع ومن مبطئ ، ومن مترد في الجحيم . وأما الأباضية فيقول جمهورهم أن الميزان ليس بحسي والله غني عن الافتقار إليه ، وإنما هو تمييز معنوي للأعمال ( والوزن يومئذ الحق ) كيف والأعمال ليست بأمور محسوسة حتى توزن بميزان من نوعها والصراط أيضا ليس بحسي وإنما هو دين الله الحق وطريقه القويم فمن اتبعه فاز ونجا ، ومن حاد عنه خسر وهوى . ومن الأباضية من يجيز أن يكون الميزان والصراط حسيين على نحو ما قالت الأشعرية .
Страница 78