خلافة أبي حاتم يوسف بن أبي اليقظان بويع هذا الإمام سنة 281 ه ( 894 م) يوم وفاة أبيه بالإجماع وكان كأسلافه العظام حسن السيرة مجدا في الإصلاح مؤثرا للعدل محبا للأمة رءوفا بها محسنا إليها لا يألوا جهدا فيما يعود بالخير عليها .
أهم ما حدث في زمنه بيعة عمه يعقوب
أشهر من نازعه في الأمر عمه يعقوب بن أفلح الذي كان مقيما بزواغة ( صبرانة ) من نواحي طرابلس وقيامه هذا كان بتشويق من بعض سكان العاصمة " تيهرت " ممن لم يرضهم الإمام ببعض المناصب فأعلنوا الثورة على الإمام وناجزوه الحرب واستقدموا يعقوب وبايعوه ( مع أن بيعة أبي حاتم في أعناقهم ) فاشتد الخطب واحتدم القتال فكانت حربا ضروسا شديدة الوقع كثيرة الضر . دامت نحوا من أربع سنين يتجاذب فيها الطرفان النصر ، وأخيرا انتهت باندحار قوات يعقوب وفوز الإمام بحقه وعاد عمه إلى زواغة قارعا سن الندم على ما فرط منه في هذه الحركة التي يقال أنه تاب منها إذ لم يعرف إلا بما يرضي الله والأمة قبلها وبعدها ، وكان عالما جليلا وأميرا خطيرا واسع الثروة كثير البر .
Страница 49