Краткая история ибадизма Сулеймана Баруни

Сулайман Баруни d. 1359 AH
44

Краткая история ибадизма Сулеймана Баруни

مختصر تاريخ الإباضية لسليمان الباروني

Жанры

وبهذا أيضا تمكن من نسخ ديوان الإمام جابر بن زيد الموجود يومئذ بمكتبة بغداد بإذن الخليفة العباسي ( و لعله المأمون ) فإن الإمام أفلح يعاصر ستة من خلفائهم من الرشيد إلى المتوكل و قد تم له نسخ الديوان في أيام معدودات مع أنه في عشرة أجزاء ؛ لكن الخطب سهل فإن نفاتا كان من أغنياء الناس فاستأجر عددا من حذاق الخطاطين ، و يقال أن الجزء العاشر لم يكتبه لأن المدة المرخص له فيها قد انتهت و إنما استصدر أمرا آخر في المرور عليه سردا فنقله في رأسه حفظا و عاد إلى الجبل يحمل معه هذا الكنز الثمين ، إلا أن خبث نيته و سوء سريرته حملاه على دفن الكتاب و إخفائه قبل أن يصل الوطن إذ علم أن الإمام لم ينقص من نفوذه بل زادت دولته قوة و ملكه توطدا و رسوخا . و لم يظهر لخلاف نفات أثر بعد رجوعه من الشرق و كأنه لما وجد الدولة قوية الجانب هاب الخلاف و جنح إلى السكون إلى أن مات ، و قيل تاب قبل موته. و إليه تنسب النفاتية يومئذ. أما الآن فلا أثر لوجودهم و لا لغيرهم من النكار و الخلفية. و ما أطول الكلام على شخص الإمام نفسه المعدود من فحول العلماء و الأدباء و الشعراء فضلا عن كونه ملكا هماما سياسيا ضليعا أدار الإمامة بكياسة و مهارة و عدالة نصف قرن و في رواية ستين عاما عليه رحمة الله.

Страница 45