عبد مَنَاف، فَمشى إِلَيْهِ عبد المطْلب بن هَاشم بِابْنِهِ عبد الله، فَخَطب آمنةَ، فزوّجها إيّاه، وخطب إِلَيْهِ عبد الْمطلب فِي مَجْلِسه ذَلِك ابنتَه هالةَ بنتُ وهُيب على نَفسه، فزوَّجه إِيَّاهَا. فَقَالَ النَّاس: فَلَجَ عبدُ الله على أَبيه، لأنَّ وهبًا كَانَ من أشرف قُرَيْش. وَقيل: إِن الَّذِي زوّج آمِنَة أَبوهَا، فَدخل عبدُ الله على آمِنَة حِين تزوَّجها فوقعَ عَلَيْهَا، فَحملت برَسُول الله [ﷺ] فِي شِعْب أبي طَالب عِنْد الجَمْرَة الكُبرى، وَقيل: الْوُسْطَى.
ورويَ عَنْهَا أَنَّهَا كَانَت تَقول: مَا شعرتُ أَنِّي حملتُ بِهِ، وَلَا وجدتُ لَهُ ثِقْلًا كَمَا تجدُ النساءُ، إِلَّا أَنِّي أنكرتُ رفع حَيضَتي، وربّما كَانَت ترفعني وتعودُ وأتاني أتٍ وَأَنا بَين النَّائِم وَالْيَقظَان، فَقَالَ: هَل شَعرت أَنَّك حَملتِ؟ فَكَأَنِّي أَقُول: مَا أَدري. فَقَالَ: إنكِ قد حَملتِ سيِّدَ هَذِه الأُمَّة ونَبيَّها. وَذَلِكَ يَوْم الِاثْنَيْنِ. قَالَت: فَكَانَ ذَلِك ممّا يَقَّنَ عِنْدِي الحَملَ. ثمَّ أَمهلَني حَتَّى إِذا دَنَتْ ولادتي أَتَانِي ذَلِك الْآتِي فَقَالَ: قُولي أُعيذه بالواحدِ من شرِّ كلِّ حاسِد. قَالَت: فكنتُ أَقُول ذَلِك.
ويُروى أنّ الله تَعَالَى لمّا أَرَادَ خَلقَ نَبيِّه [ﷺ] فِي بطن أمِّه آمِنَة فِي لَيْلَة رَجب لَيْلَة الْجُمُعَة أَمر فِي تِلْكَ اللَّيْلَة رضوانَ خازنَ الجِنانِ أنْ يفتح أَبْوَاب الفردوس، وَنُودِيَ فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض، بأنّ النُّور الْمكنون المخزون الَّذِي يكون مِنْهُ النبيُّ الْهَادِي فِي هَذِه اللَّيْلَة يَستقرُّ فِي بطن أُمِّه الَّذِي فِيهِ يتمّ خَلْفُه، ويخرجُ إِلَى
1 / 20