وقد قال عمرُ: «احملْ كلامَ أخيك على أحْسَنِه؛ حتى يأتيَك ما يغلِبُك منه» (^١)، واللهُ أعلمُ.
والتوبةُ والاستغفارُ قد يكونُ من تركِ الأفضلِ (^٢)، والذمُّ والوعيدُ لا يكون إلا عن ذنبٍ.
ومن سمِع المؤذِّنَ وهو في صلاةِ (^٣) التطوُّعِ؛ أتمَّها، ولا يقولُ مثلَ ما يقولُ عند الجمهورِ (^٤)، كما لو سمِع غيرَه يقرأُ سجدةً؛ لم يسجُدْ في الصلاةِ عندَ الجمهورِ.
وقولُ القائلِ: (ليس إلا اللهُ، ما ثَمَّ إلا اللهُ) مُجْمَلٌ يحتمِلُ حقًّا وباطلًا (^٥).
(^١) رواه أبو داود في الزهد (٨٣).
(^٢) أي: يستغفر بسبب انتقاله من حال الكمال إلى التي أدنى منها، قال في مجموع الفتاوى ٥/ ٢٧٤: (فمن نقل إلى حال أفضل مما كان عليه قد يتوب من الحال الأول).
(^٣) في الأصل: الصلاة.
(^٤) واختار شيخ الإسلام: أنه يجيب المؤذن ولو كان في الصلاة. قال في الفروع ٢/ ٢٨: (وعند شيخنا - أي: شيخ الإسلام-: يجيبه فيها - أي: في الصلاة -، وكذا عند ذكر ودعاء ونحوه وجد سببه فيها)، وينظر: الاختيارات للبعلي ص ٦١.
(^٥) قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى ٢/ ٤٨٨: (قول القائل "ما ثم إلا الله": لفظ مجمل يحتمل معنى صحيحًا ومعنى باطلًا؛ فإن أراد: ما ثم خالق إلا الله، ولا رب إلا الله، ولا يجيب المضطرين ويرزق العباد إلا الله .... فهذه المعاني كلها صحيحة، وهي من صريح التوحيد …
وأما إن أراد القائل: "ما ثم إلا الله" ما يقوله أهل الاتحاد؛ من أنه ما ثم موجود إلا الله، ويقولون: ليس إلا الله، أي: ليس موجود إلا الله، ويقولون: إن وجود المخلوقات هو وجود الخالق، والخالق هو المخلوق، والمخلوق هو الخالق، والعبد هو الرب، والرب هو العبد، ونحو ذلك من معاني الاتحادية … فمن أراد هذه المعاني؛ فهو ملحد ضال، يجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا قتل).