Краткое изложение чудес мира
مختصر عجائب الدنيا
قال أبو إسحاق : ثم استخلف الله على بني إسرائيل بعد قتلهم شعيبا رجلا منهم يقال له :
** ناشية بن أموص وبعث لهم نبيا اسمه الخضر واسمه أرميا / وكان من ولد هارون :
فبعث الله تعالى إلى بني إسرائيل وكانت قد فشت (1) فيهم المعاصي ، واستحلوا المحارم. فقام فيهم أرميا ولم يدر ما يقول ، فألهمه الله خطبة طويلة ، وفي آخرها : إن الله يقول : وعزتي وجلالي ، لأقيضن لهم فتنة ولأسلطن عليهم جبارا قلبه قاسيا ألبسه الهيبة ، وأنزع من قلبه الرحمة ، ويتبعه عدد مثل سواد الليل المظلم.
ثم أوحى الله إلى أرميا : أني مهلك بني إسرائيل بيافث ، ويافث أهل بابل.
فلما سمع أرميا عليه السلام ذلك صاح وبكى وشق ثيابه وحثى التراب على رأسه (2). فلما سمع الله تضرعه ، أوحى إليه : أشق ذلك [عليك] (3)؟
قال : يا رب أهلكني قبلهم.
فأوحى الله إليه : أني لا أهلك بني إسرائيل حتى تكون أنت السائل في ذلك.
ففرح وطابت نفسه ، وقال : لا والذي بعث موسى بالحق لا أرضى بهلاك بني إسرائيل. ثم أتى الملك وأخبره بذلك.
وكان الملك صالحا ، ثم أنهم لبثوا بعد الوحي ثلاث سنين لم يزدادوا إلا معصية ، وذلك حين قرب هلاكهم.
ودعاهم الملك إلى الطاعة ، فأبوا ، فسلط الله عليهم :
** بخت نصر :
فخرج في ستمائة ألف راية يريد بيت المقدس ، فلما سار وصل الخبر إلى ملك بني إسرائيل ، فقال لأرميا : أين ما وعدك ربك؟
قال : إن ربي لا يخلف الميعاد.
فلما قرب الأجل بعث الله إلى أرميا ملكا في صورة رجل من بني إسرائيل ، فقال : يا نبي الله ، إني مستفتيك في أهل رحمي وصلتهم بكل خير ونعمة ولا يقابلوا في إلا سخطا فافتني (4) فيهم.
Страница 228