Краткое изложение чудес мира

Ибн Васиф Шах d. 596 AH
152

Краткое изложение чудес мира

مختصر عجائب الدنيا

الأبنية واتخذ لها فيه أواني الجوهر.

فأقامت فيه مدة إلى أن وصل خبرها بملك سبأ ، فركب يوما وسار حتى وقف على باب القصر ، فلما نظره تعجب من بنائه. فرجع وأرسل عجوزا من عنده إلى بلقيس ، فدخلت عليها ورأت قصرها وما فيه من التحف التي لا تصل إليها الملوك ، وما عندها من جواري الإنس والجن ، وما خصها (1) الله تعالى به من الحسن والجمال ، وعادت إلى الملك / وأخبرته بذلك. فأخبر وزير أبيها ، وأنكر عليه (2) وقال : كيف بنيت مثل هذا القصر ولك مثل هذه البنت وأنت وزيري ولم تعلمني بشيء من ذلك؟

فقال : إن البنت من زوجتي عميرة بنت ملك الجن وقد رغبت في بلاد الإنس فحملتها إلى هذا المكان.

قال : فزوجنيها ولا بد من ذلك.

فقال له : لا بد من إذنها.

فقال : افعل. فجاء إليها وقال : يا بنتي (3) قد وقعت في الذي كنت أخافه ، وذكر لها صورة الحال.

فقالت : زوجني منه ولا تخف فإنه لا يصل إلي. فزوجها منه بحضور أكابر المملكة ، ولما تم ذلك أرسل لها الملك يستعجل حضورها.

فأرسلت له الجواب : إن قصري بناه الجن وفيه عجائب كثيرة وليس لك مثله ، فإن رأيت أن تتحول أنت إلى عندي ، فافعل. فركب لوقته في جنوده ، فلما وصل قالت لأبيها : امض إليه وقل له إن بنتي من بنات الجن ولم تر قط (4) مثل هذه الجنود ، ففرق هؤلاء وادخل إليها وحدك. ففعل ، ثم دخل القصر وله سبعة أبواب ، وكانت بلقيس قد جعلت عند كل باب جارية من بنات الجن في أحسن الصور ، وفي أيديهن أطباق الذهب فيها الند والمسك ، وأمرتهن أن ينثرن ذلك عليه. فلما دخل توهم أن كل واحدة منهن بلقيس ، ويهم بالنزول عليها ، فتقول : أنا جاريتها وهي أمامك.

ثم صعد العريش ونظر إلى القصر وما حواه فذهل ورأى ما لم يخطر له على بال ، فعجب لذلك.

ثم أقبلت بلقيس بين جواريها ، وعلى رأسها تاج ، كاد يذهل عقله حسنها وحسن

Страница 161