12

Краткое изложение мекканских полезностей, необходимых студентам шафиитов

مختصر الفوائد المكية فيما يحتاجه طلبة الشافعية

Исследователь

يوسف بن عبد الرحمن المرعشلي

Издатель

دار البشائر الإسلامية

Номер издания

الأولى

Год публикации

1425 AH

Место издания

بيروت

وَكَفَى بهذه الآيةِ دَلِيلاً على شَرَفِ العِبَادةِ، ولُزُومِ الإِقْبَالِ عَلَيْها، فَأَعْظِمْ بِأَمْرَيْنِ هما المقصودُ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ تعالى، فَحُقَّ للعَبْدِ أن لا يَشْتَغِلَ إلاَّ بِهِما، ولا يَنْظُرَ إلَّا فيهما. وَاعْلَمْ أنّ ما سِواهُما مِنَ الأمور لا خَيْرَ فيه، ولا حاصِلَ فیه.

[فضل العلم]

فإذا عَلِمْتَ ذلك فَاعْلَمْ أنَّ العِلْمَ أَشْرَفُ الجَوْهَرَيْنِ وَأَفْضَلُهما، وَمَعَ ذلك فلا بُدَّ مع العِلْمِ مِنَ العَمَلِ بِهِ، وإلَّ كان هَباءً مَنْثوراً؛ فَإنَّ العِلْمَ بِمَنْزِلَةِ الشَّجَرَةِ، والعِبَادَةَ بمنزلةِ الثَّمَرَة. والشَّرَفُ لِلشَّجَرَةِ؛ إِذْ هِيَ الأَصْلُ، للكِنَّ الانتفاعَ إنّما يَحْصُلُ بِثَمَرِها، فَإِذَنْ لا بُدَّ أن يكونَ لَكَ مِنْ كُلِّ مِنَ الأَمْرَيْنِ حَظُّ ونَصِيبٌ، بل لا بُدَّ للعَبْدِ من أربعةِ أشياء: العِلْمُ، والعَمَلُ، والإِخْلاصُ، والخوفُ.

فَيَعْلَمُ الطريقَ أَوَّلاً، وَإِلَّا فهو أَعْمَى، ثمَّ يَعْمَلَ بِعِلْمِهِ ثانياً، وإلاّ فَهُوَ مَحْجُوبٌ، ثم يُخْلِصَ العَمَلَ ثالثاً، وَإِلَّا فَهُوَ مَغْبُونٌ، ثُمَّ لا يزالُ يخافُ وَيَحْذَرُ مِنَ الآفاتِ، وَإِلَّا فَهُوَ مَغْرُورٌ؛ فَإِنَّ الأَعْمالَ بِخَواتيمها، وما يَدْرِي ما يُخْتَمُ له). اهـ.

وفي ((نَشْرِ الأَعْلام)) لِشَيْخِنَا العلاَّمة مُفتي الدِّيارِ اليمنيّة السيِّد محمَّد بنِ أَحْمَد بن عَبْدِ البارِي(١) شرح ((البَيَان)) للسيد أبي بكر

(١) هو السيّد محمد بن أحمد بن عبد الباري الأهدل الحُسَيْنِي التُّهامِي، مِن أهل تِهامَة اليمن، الشافعي وُلد سنة ١٢٤١ هـ، له كتب كثيرة منها: ((تسديد البيان للمشتغلين بحكمة اليونان)) توفي سنة ١٢٩٨ هـ. (انظر: ((نيل الوطر في أعيان =

12