Избранное из статей Эмерсона

Лев Толстой d. 1450 AH
69

Избранное из статей Эмерсона

مختارات من مقالات أمرسن

Жанры

الحياة الإنسانية تتألف من عنصرين: القوة والصورة، ويجب أن نحتفظ بالتناسب بينهما دائما، إن أردناها حلوة سليمة. كل واحد من هذين العنصرين إن زاد نجم عنه أذى يضر كما يضر نقصانه. كل شيء يسير نحو الزيادة، كل صفة طيبة بغيضة، إذا هي لم تختلط بضدها. والطبيعة تجعل كل صفة خاصة عند المرء طاغية كي تبلغ بالخطر حافة الدمار. وهنا بين الحقول نسوق العلماء أمثلة لهذه الحقيقة المرة. إنهم ضحايا التعبير في هذه الطبيعة. وأنت يا من ترى الفنان والخطيب والشاعر عن كثب، وتجد أن حياتهم لا تفوق حياة الصناع والمزارعين، وتجدهم ضحايا التشيع لفكرة واحدة، أجوافا أعجافا، وتحكم عليهم بالفشل وتصمهم بالدجل لا بالبطولة، تستنتج بحق أن هذه الفنون ليست للإنسان ولكنها مرض من الأمراض. ومع ذلك فالطبيعة لن تسندك. الطبيعة التي لا تقاوم خلقت الناس على هذه الصورة، وتخلق ألوفا منهم كل يوم على ما هو أكثر من هذه الصورة. إنك قد تحب الصبي يقرأ في كتاب أو يتأمل في صورة، أو تمثال، ومع ذلك فماذا عسى أن تكون هذه الملايين التي تقرأ وتشاهد سوى كتاب أو نحاتين مبتدئين؟ وإذا ما زادت قليلا هذه الصفة التي تطالع الآن وتشاهد، أمسكوا بالقلم والإزميل. وإذا تذكر المرء كيف بدأ في بساطة أن يكون فنانا، أدرك أن الطبيعة انضمت إلى خصومه. الإنسان استحالة ذهبية، والطريق الذي ينبغي له أن يسلكه في دقة الشعرة. والحكيم يصاب بالغفلة إذا أمعن في حكمته.

وما أيسر - إن شاءت الأقدار - أن نلتزم دائما هذه الحدود الجميلة، وأن نخضع أنفسنا، للمرة الأولى والأخيرة، للحساب الدقيق، حساب دولة الأسباب والمسببات المعروفة. وفي الطريق وفي الصحيفة تبدو الحياة أمرا واضحا بحيث يكفل للمرء النجاح أن يعتزم التزام جدول الضرب في جميع الأجواء. ولكن سرعان ما يأتي اليوم، أو لعله نصف ساعة، الذي يهمس في آذاننا همس الملائكة، ويحبط ما وصلت إليه الأمم والسنون من عبر! وفي الغد مرة أخرى يبدو كل شيء حقيقيا ومحددا، وتعود المعايير المألوفة، ويندر الإدراك السليم ندرة العبقرية، بل هو أساس العبقرية، والخبرة بالنسبة إلى كل رأي جديد هي الأيدي والأرجل، وبرغم ذلك فإن ما يؤدي عمله على أساس هذا الفهم سرعان ما يفلس. إن القوة تسير في طريق آخر لا تقف في سبيله حواجز الاختيار والإرادة، وأقصد به نفق الحياة وقنواتها التي تختفي في طبقات سحيقة الغور. ومما يبعث على الضحك أننا رجال سياسة وأطباء وقوم عقلاء، ليس هناك من يفوق هؤلاء غفلة. الحياة سلسلة من المباغتات، ولولا ذلك ما استحقت أن نحصل عليها أو نظفر بها. إن الله يسره أن يعزلنا كل يوم، ويخفي عنا الماضي والمستقبل. وإننا نود لو تلفتنا حولنا، ولكنه بأدب جم يسدل أمامنا ستارا لا يخترق من السماء الصافية، ويسدل خلفنا ستارا آخر من السماء الصافية. وكأنه يقول لنا: «لن تذكروا ولن تتوقعوا شيئا.» كل حديث طيب، وأدب، وعمل، يصدر عن حالة تلقائية تتغافل المألوف، وتجعل اللحظة الراهنة لحظة عظمى. الطبيعة تمقت الحاسبين، ووسائلها وثابة مندفعة. يعيش المرء بالنبض، وحركاتنا العضوية كذلك، والعوامل الكيمائية والأثيرية متموجة متناوبة، ويسير العقل إلى الأمام معاديا، ولا يفلح قط إلا في نوبات مفاجئة. إن نجاحنا يأتي طارئا. وأهم ما جمعنا من تجارب إنما جاء عرضا. وأشد طبقات الناس جاذبية أولئك الذين تأتيهم القوة منحرفة ولا تأتيهم مستقيمة، هؤلاء عباقرة لم يعترف بهم بعد، يظفر المرء بسنا ضيائهم، دون أن يدفع في ذلك ثمنا غاليا. جمالهم جمال الطير، أو إشراق الصباح، وليس جمال الفن. في فكرة النبوغ تكمن المفاجأة دائما. والإحساس الخلفي يصح أن يسمى «الجدة»؛ لأنه لا يكون غير ذلك، جديد على أقدم العقول جدته على الطفل الصغير، «المملكة التي تأتي بغير ملاحظة». وكذلك النجاح العملي لا يأتي مع التصميم الدقيق. إن المرء لا يلاحظ وهو يؤدي أحسن ما يستطيع أداءه. إن حول أصح أعماله سحر خاص، يذهل قوي الملاحظة، حتى إنك لا تلقي إليه بالا برغم أنه يؤدى أمام ناظريك. إن لفن الحياة خفرا يأبى عليه الظهور. كل امرئ أمر مستحيل حتى يولد، وكل شيء مستحيل حتى نشهد نجاحا. والمتحمسون للدين يتفقون في نهاية الأمر مع أشد المتشككين برودة، على أنه ليس هناك شيء منا أو من عملنا، إنما كل شيء من الله. إن الطبيعة لا تستغني لنا عن أدق أوراق شجر الغار. كل كتابة تهبط علينا بفضل من الله، وكذلك كل عمل وكل امتلاك. وإنه ليسرني أن أكون أخلاقيا، وأحافظ على الحدود والتخوم الصحيحة، التي أحبها وأعزها، وأعزو الكثير إلى إرادة الإنسان، ولكني آثرت لنفسي الإخلاص في هذا الفصل من الكتاب، ولا أستطيع أخيرا أن أرى شيئا، من نجاح أو فشل، إلا ما ينبعث إلى حد كبير عن القوى الحيوية التي يمدنا بها الخلود. إن نتائج الحياة لم تحسب ولا يمكن حسابها. والسنون تعلم الكثير مما لا تعرفه قط الأيام. والأشخاص الذين تتألف منهم صحبتنا، يتحدثون ويجيئون ويذهبون، ويصممون وينفذون الكثير، وينجم عن كل هذا أي شيء إلا ما نتوقع من نتائج. إن الفرد دائما على خطأ. إنه يصمم الكثير، ويجذب إليه الأعوان، ويتشاجر مع بعضهم أو كلهم، ويرتكب الأخطاء الجسيمة، وينتهي إلى شيء ما، وكل أمر يتقدم قليلا، ولكن الفرد دائما على خطأ. ويخرج شيء جديد، ولكنه يختلف كل الاختلاف عما وعد به نفسه.

وقد أذهل القدماء عدم خضوع عناصر الحياة البشرية للحساب كما ذكرنا؛ فألهوا المصادفة. بيد أن هذا بمثابة من يطيل الوقوف عند الشرارة - التي يتلألأ بريقها في نقطة واحدة - في حين أن الكون يدفأ بحرارة النار عينها التي تكمن فيها. إن معجزة الحياة التي لا يمكن تفسيرها، والتي سوف يبقى إعجازها أبدا، تدخل عنصرا جديدا. وأظن أن سير إفرارد هوم قد لاحظ في نمو الجنين أن التطور لم يكن من نقطة مركزية واحدة، ولكنه كان فعالا في نقط ثلاث أو أربع في وقت واحد. إن الحياة ليست لها ذاكرة؛ لأن ما يتتابع في سيره قد يذكر، أما ما يوجد مع غيره في وقت واحد، أو ما يصدر عن سبب أعمق، بعيد عن الوعي، فإنه لا يعرف لنفسه اتجاها. وكذلك حالنا، نكون مرة في ريبة من أمرنا، أو على غير اتحاد، لأننا غارقون في الصور والمسببات، وكلها يبدو ذا قيم متساوية متعادية، ومرة نكون متدينين، حينما نستقبل قانون الروح. وبرغم هذا التشتيت، وهذا النمو للأجزاء في وقت واحد، فإنها سوف تصبح «أعضاء» ذات يوم، وتخضع لإرادة واحدة. وإلى هذه الإرادة الواحدة، وهذا السبب الخفي، توجه انتباهنا وأملنا. إن الحياة بذلك تنصهر في أمل أو في عقيدة. وخلف التفصيلات التافهة التي ليس بينها انسجام كمال موسيقي، و«المثل الأعلى» يلازمنا دائما، والسماء بغير شقوق أو ندوب. وما عليك إلا أن تراقب أسلوب استنارتنا. حينما أتحدث إلى عقل عميق، أو إذا كانت لدي أفكار طيبة عندما أكون وحيدا في أي وقت من الأوقات، لا أبلغ حد الرضى دفعة واحدة، مثلما أشرب الماء وأنا صاد، أو أقرب النار وأنا مقشعر. كلا، بل إني أول الأمر أدرك اقترابي من منطقة من مناطق الحياة جديدة رائعة. وبإصراري على القراءة أو التفكير تزيد هذه المنطقة دلالة على نفسها، كأنها قبس من نور، ويتكشف لي فجأة جمالها واطمئنانها، وكأن السحب التي تغطيها تنقشع في فترات، وتبدي للرحالة المقترب الجبال الداخلية، تنتشر عند سفوحها المراعي الهادئة الخالدة، حيث ترعى القطعان، ويزمر الرعاة ويرقصون، غير أن كل تبصر من جانب هذه المملكة الفكرية يبدو كأنه مبتكر جديد، ويبشر بما يتلوه. إنني لا أخلقه، وإنما أبلغه، وأشاهد ما كان كائنا هناك من قبل. كلا، لست بالخالق! إنني أصفق براحتي في دهشة الأطفال وسرورهم، إزاء الفتح الأول الذي يتبدى لي في هذه العظمة الشاهقة، العتيقة بما حبتها به العصور العديدة من حب وولاء، الحديثة بما يدب فيها من حياة الحياة، وكأنها مكة المشرقة وسط الصحراء. وأي مستقبل تفتحه لي! إنني أحس قلبا جديدا ينبض بحب الجمال الجديد. إنني مستعد لأن أموت من أثر الطبيعة، وأولد مرة أخرى في هذه القارة الأمريكية الجديدة التي لم يقربها أحد من قبل، والتي وجدتها في الغرب.

فلا اليوم ولا الأمس بداية هذه الأفكار،

التي كانت منذ الأزل، بل ولا يمكن أن يوجد الإنسان،

الذي عرف أول دخولها.

وإذا كنت قد وصفت الحياة بأنها سلسلة من الحالات العقلية، فلا بد لي أن أضيف إلى ذلك أن فينا شيئا لا يتغير، تنخرط تحته جميع الإحساسات وحالات العقل. إن الوعي عند كل إنسان مقياس متحرك يجعله مرة شيئا واحدا مع «السبب الأول»، ومرة مع لحم جسمه، حياة فوق حياة، في درجات لا نهاية لها. والعاطفة التي صدر هذا الوعي عنها تعين قيمة أي فعل. والمسألة دائما ليست هي ما فعلت أو ما تجنبت، وإنما هي بأمر من تفعل أو تجتنب.

إن «الحظ» و«منرفا» و«آلهة الفن» و«الروح القدس» إن هي إلا أسماء عجيبة أضيق من أن تشمل هذه المادة التي لا تحد. والعقل المتحير يجب أن يخضع لهذا المسبب، الذي لا يقبل التسمية، هذا المسبب الذي يفوق الوصف، والذي حاولت كل عبقرية رقيقة أن تمثله برمز مؤكد، فمثله طاليس بالماء، وأنكسمانيس بالهواء، وأناكساجوراس بالفكر، وزرادشت بالنار، ويسوع والمحدثون بالمحبة. والاستعارة التي استخدمها كل منهم أصبحت دينا قوميا. ولم يكن منكيس الصيني بأقل من ذلك نجاحا في تعميمه؛ فلقد قال: «إنني أفهم اللغة تمام الفهم، وأحسن تغذية ما عندي من قدرة عظيمة.» فسأله رفيقه عما يسميه القدرة العظيمة، فأجاب منكيس: «التفسير عسير، هذه القدرة عظيمة جدا، لا تلين بتاتا. إن أنت غذيتها غذاء صحيحا، ولم تصبها بأذى، ملأت ما بين السماء والأرض من فراغ. هذه القدرة تسير مع العدالة والعقل، وتعاونهما ولا تسمح بالجوع.» وفي تعبيرنا الأصح نسمي هذا التعميم باسم «الوجود»، وبذلك نعترف بأنا قد بلغنا إلى أقصى ما نستطيع الذهاب إليه. ويكفي لابتهاج الكون أنا لم نبلغ سدا، وإنما وصلنا إلى محيطات لا تحد.

إن حياتنا لا تبدو حاضرة بمقدار ما تبدو مستقبلة، لا في الشئون التي تنفق فيها هذه الحياة، ولكن كإشارة إلى هذه القدرة العظيمة. إن أكثر الحياة يظهر أنه مجرد إعلان عن القدرة العقلية. إن المعرفة لا تعطى لنا لكي نبيع أنفسنا بثمن بخس. إنما نحن في قمة العظمة. وكذلك في التفصيلات، تكون عظمتنا دائما ميلا أو اتجاها ولا تكون في العمل. علينا أن نعتقد في القاعدة لا في الاستثناء. وهكذا يعرف النبيل من الحقير. وكذلك عند إحساسنا بالعاطفة الدينية، لا تكون الأهمية القصوى، أو الحقيقة الأساسية في تاريخ الأرض، فيما نعتقد بشأن خلود الروح أو ما إلى ذلك، وإنما في «الدافع العام إلى الاعتقاد». فهل نصف هذا المسبب بأنه ذلك الذي يؤثر تأثيرا مباشرا؟ إن الروح ليست عاجزة أو بحاجة إلى أعضاء وسيطة. إن لها قوى وافرة وآثارا مباشرة؛ فأنا مفهوم بغير تفهيم، ومحسوس بغير عمل، وحيث لا أكون. ومن ثم فإن كل امرئ عادل يقنع بثناء نفسه على نفسه، ويرفض أن يشرح نفسه، ويقنع بأن تقوم له بهذه المهمة أعمال جديدة. إنه يعتقد أننا نتصل بغير كلام، وبما فوق الكلام، وأن ليس من أعمالنا الصميمة ما ينعدم تأثيره بتاتا على رفاقنا، مهما بعدت الشقة؛ لأن أثر العمل لا يقاس بالأميال. لماذا أغضب نفسي لأن حادثا وقع فحال دون وجودي حيث كان ينبغي أن أكون؟ إذا لم أشهد الاجتماع، فإن وجودي حيث أنا يجب أن يكون في منفعة الحكمة والصداقة المشتركة كما يكون وجودي في ذلك المكان؛ فإني أبذل القوة عينها في كل مكان. هكذا يسير «المثل الأعلى» العظيم أمامنا. فإنه لم يعرف عنه قط أنه تخلف إلى الوراء. ولم يحصل أحد على خبرة مشبعة، ولكن صالحه ينبئ بخبرة أوسع. فإلى الأمام دائما! في لحظات التحرير، نعلم أن صورة جديدة من صور الحياة والواجب كانت ممكنة، فإن في كثير من العقول التي حولنا توجد بالفعل عناصر عقيدة في حياة سوف تتخطى حدود أي سجل مكتوب لدينا. وهذه الصورة الجديدة سوف تشتمل على ما يشك فيه المجتمع، كما تشتمل على ما يؤمن به، فيتكون من انعدام العقيدة مذهب جديد؛ لأن الشكوك ليست اعتباطية أو متمردة، وإنما هي حدود للعقيدة الإيجابية، ويجب على الفلسفة الجديدة أن تتقبلها، وأن تستوحيها الآراء الموجبة، كما ينبغي لها أن تشتمل على أقدم العقائد.

عندما اكتشف الإنسان أنه موجود جلب على نفسه الشقاء، ولم يعد له من هذا الشقاء منفذ. هذا الاكتشاف هو ما نسميه «سقوط الإنسان». إننا منذ ذلك الحين نرتاب فيما لدينا من قدرات.

Неизвестная страница