Избранные английские рассказы
مختارات من القصص الإنجليزي
Жанры
فأخبرها بأوجز ما يستطيع ثم قال: «وقد يكون الأصوب أن تحتذي مثالي وتحلي لي هذه الألغاز، وتقولي لي ما آخر هذا؟»
فوقفت برهة وهي صامتة، وكان دنيس يرى شفتيها ترتجفان، وعينها التي جمدت فيها الدموع، تتقد وتومض بنار الحمى، ثم أراحت جبينها على كفيها وقالت بفتور وتعب: - «وا أسفاه! لشد ما يوجعني رأسي! بله قلبي! ولكن من حقك أن تعرف قصتي وإن كانت تبدو غير لائقة. اسمي بلانش ده مالترو. وأنا يتيمة - لا أم ولا أب - منذ - أوه ... مذ صرت أعرف شيئا. وكنت، وما زلت، شقية طول عمري. ومنذ ثلاثة شهور، بدأ ضابط شاب يقف إلى جانبي كل يوم في الكنيسة. وتبينت أنه يحبني. وإني لملومة، ولكنه سرني أن أجد إنسانا يحبني. ودس في يدي رقعة، فحملتها معي إلى البيت وقرأتها وأنا فرحة. وقد كتب إلي رقعا كثيرة بعد ذلك. وكان يتلهف على محادثتي - مسكين - وجعل يلح علي أن أدع الباب مفتوحا في بعض الليالي لنتبادل كلمتين على درج السلم، فقد كان يعرف مبلغ ثقة عمي بي.»
وشهقت وهي تقول ذلك، ولم تستطع أن تستأنف الكلام إلا بعد لحظة. «وعمي رجل قاس. ولكنه ذكي حاذق. وقد أبلى بلاء حسنا في الحروب وكان ذا حظوة ومقام في بلاط الملك، وكانت الملكة إيزابو تثق به في الأيام السالفة. ولا أدري كيف استراب بي وشك في أمري، غير أن من الصعب أن يخفي الإنسان عنه شيئا. وفي الصباح، ونحن عائدون من صلاتنا وضع يدي في يده، وأكرهني على فتحها، وقرأ الرقعة التي كتبها الضابط. وكان يقرأ وهو يمشي، ولما أتم القراءة ردها إلي بلطف. وكان الرقعة رجاء جديدا أن أدع الباب مفتوحا. فكان في هذا خرابنا جميعا. فقد أبقاني عمي في غرفتي وحرص على أن لا أبرحها حتى دخل الليل ثم أمرني أن ألبس هذه الثياب التي تراها علي - فيا لها من سخرية بفتاة مثلي! أليس هذا رأيك؟ وأحسبه لما عجز عن حملي على الإفضاء باسم الضابط، نصب هذا الفخ له، فوقعت أنت فيه، ويا للأسف! وقد توقعت ارتباكا كثيرا إذ من أدراني أنه يقبل أن يتخذني زوجة بهذه الشروط؟ ولعله كان يلهو غير جاد من أول الأمر، وعسى أن أكون أرخصت نفسي في عينه. ولكني لم أكن أتوقع مثل هذه العقوبة الفاضحة! ولم يكن يخطر لي أن الله يأذن أن يعصب رأس فتاة بالعار على هذا النحو أمام شاب. والآن انتهت قصتي. ولست أجرؤ أن أرجو ألا تحتقرني.»
فانحنى لها دنيس احتراما وقال: «سيدتي. لقد شرفتني بثقتك بي ومصارحتك لي، وقد بقي علي أن أثبت لك أني لست غير أهل لهذا الشرف. فهل السيد ده مالتروا قريب من هنا؟»
قالت «أظنه ينتظر في الحجرة الأخرى.»
فسألها دنيس وهو يعرض عليها ذراعه بأقصى ما يسعه من التلطف: «هل تسمحين لي أن أمضي بك إليه؟»
فقبلت، فخرجا من المعبد؛ بلانش مكتئبة خجلة، ودنيس يخطر وهو معتز بغايته وثقته الصبيانية بقدرته على تحقيقها وسلامة شرفه بذلك.
ونهض السيد ده مالتروا لاستقبالهما، وانحنى لهما ساخرا.
وقال دنيس بأقصى ما يسعه من الشموخ: «سيدي. إني أعتقد أنه سمح لي بإبداء رأي في هذا الزواج، فلأقل بلا تلكؤ، إني لن أكون شريكا في إرغام هذه السيدة. ولو أن الأمر عرض علي، بغير إكراه، لكان من دواعي الشرف لي أن أقبل يدها. فإنها لنبيلة بقدر ما هي جميلة، فأما والأمر كما هو فإن لي الشرف يا سيدي أن أرفض.»
فنظرت إليه بلانش شاكرة، أما الشيخ فابتسم، وظل يبتسم حتى صارت ابتسامته تغثي نفس دنيس.
Неизвестная страница