Избранные английские рассказы
مختارات من القصص الإنجليزي
Жанры
وللمرة الأولى رأيته يبتسم. لقد عرف ... وفهم ... وأدرك!
وناولته ورقتين بريالين. ولاحظت وأنا أمد يدي بهما إليه، أن إحداهما رثة، أبلاها التداول، فقد كانت الزاوية العليا من اليمين مقطوعة، وكانت الورقة مشطورة من منتصفها وموصولة بقطعة من الورق ملتزقة عند موضع التمزيق.
وحسبي الآن هذا عن الزنجي الشاطر، فقد تركته سعيدا، وحللت وثاق الباب وفتحته.
والبيت، كما أسلفت، صدفة، وأحسب أن الفرشاة لم تمسه بدهان منذ عشرين سنة، وقد تعجبت كيف لم تهدمه ريح قوية، ثم رجعت البصر في الأشجار القائمة التي تحتضنه؛ الأشجار التي شهدت معركة ناشفيل والتي لا تزال تمد أغصانها الواقية حول البيت وتدفع عنه شر العواصف والأعداء والبرد.
واستقبلتني أزاليا أدير، وهي سيدة في الخمسين من عمرها، من سلالة الفرسان، نحيلة معروفة منسرقة المنة كالبيت الذي تعيش فيه، وعليها أرخص وأنظف ثياب وقعت عليها عيني، ولها سمت ملكة.
وخيل إلي أن حجرة الاستقبال ميل مربع، لأنه لم يكن فيها إلا بضعة صنوف من الكتب على رفوف من خشب أبيض غير مدهون، ومنضدة قديمة متخاذلة عليها رخام، وبساط كالخرقة البالية، وأريكة رثة، وكرسيان أو ثلاثة، نعم كان على الحائط صورة - رسم بالطباشير الملون لزهرات من البنفسج - وقد تلفت باحثا عن صورة أندرو جاكسون والسلة المعلقة، ولكني لم أجدهما.
وقد دار بيننا حديث سأروي لك بعضه. وهي امرأة أنجبها الجنوب، ونشأت في عزلة، ولم يكن علمها واسعا، ولكنه كان عميقا، وروح الابتكار فيها رائعة، وقد تربت وتعلمت في البيت، فمعرفتها بالدنيا مستفادة من التفكير والإلهام، وهذا هو طراز كتاب الفصول والرسائل. وكنت - وهي تحدثني - أمسح أصابعي، وأحاول، وأنا غير مدرك لما أصنع، أن أنفض عن يدي التراب الذي لم يعلق بهما من لام، وتشوسر، وهازليت، ومارك أوريلياس، ومونتاني، وهود. والحق أنها كانت كنزا رائعا! فإن كل امرئ تقريبا يعرف في هذه الأيام أكثر مما يجب - بل أكثر جدا مما يجب - عن الحياة الحقيقية.
وتبينت أن أزاليا أدير فقيرة جدا، وخيل إلي أنها لا تملك أكثر من هذا البيت، والثوب الذي ترتديه. وكنت، وأنا أصغي إلى صوتها الذي يشبه صوت المعازف، موزع النفس بين واجبي للمجلة وولائي للشعراء والكتاب، ثم أيقنت أني لا أستطيع أن أجري لساني في هذا المقام بذكر اتفاق أو عقد. وعسير في حضرة بنات الشعر أن يهبط المرء بالحديث إلى المساومة، فلا بد من إرجاء الأمر إلى جلسة أخرى بعد أن أستعيد روحي التجارية. ولكني أفضيت إليها بالغاية من زيارتي، واتفقنا على الاجتماع مرة أخرى في الساعة الثالثة بعد ظهر اليوم التالي لبحث الموضوع.
وقلت وأنا أتهيأ للانصراف، وهذا هو أوان الكلام العام الناعم: «إن مدينتك تبدو هادئة رزينة، قلما يحدث فيها شيء غير عادي.»
فبدا عليها التفكير، وقالت بلهجة الإخلاص القوية التي هي من خصائصها: «لم يخطر لي هذا من قبل. أليست الأماكن الهادئة الساكنة هي التي يحدث فيها ما ليس في الحسبان؟ يخيل إلي أنه لما شرع الله يخلق الأرض في صباح يوم الاثنين الأول كان المرء يستطيع أن يطل من النافذة، وأن يسمع صوت الطين الذي يسقط من الأصيص
Неизвестная страница