جرى بك جدٌ بالكرام عثور ... وجار زمانٌ كنت منه تجير
لقد أصبحت بيض الظبا في غمودها ... إناثًا بترك الضرب وهي ذكور
ولما رحلتم بالندى في أكفكم ... وقلقل رضوى منكم وثبير
رفعت لساني بالقيامة قد دنت ... فهذي الجبال الراسيات تسير
قال ابن اللبانة: كان أبو الإصبع بن الأعلم وزير الرشيد ومدبر أمره، فاغتبط، وولي الوزارة بعده من لم يسد مسده، رجل قصير باع المعرفة، قبيح المنظر والمخبر والصفة، ولقد يقال بأنه ولعله كذب ورور ما يقال عليه.
وكتب ابن اللبانة إلى المعتمد جوابًا عن أبيات أنفذها إليه وذلك بعد خلعه:
بروق الأماني دون لقياك خلب ... ومشرق أفق لم تلح فيه مغرب
عدمت مرادي منك لا الماء نافعٌ ... ولا الظل ممدودٌ ولا الروض مخصب
ولا أنا في تلك الحديقة زهرةٌ ... ولا أنا في تلك المجرة كوكب
سقى الله عهدًا كنت صيب عهده ... بمثل الذي قد كنت تسقي وتشرب
زمانٌ بماء المكرمات مفضضٌ ... لديك ومن نار الكؤوس مذهب
لئن فلت الأيام منك فإنما ... يفل من الأسياف ما كان يضرب
بعثت بها يا واحد الدهر قطعةً ... هي الماء إلا أنها تتلهب
وجئت بها في الحسن ورماء أيكةٍ ... ولكنها في العدم عنقاء معزب
رأى ابن اللبانة أحد أبناء المعتمد وقد جلس في السوق يتعلم الصياغة فقال:
1 / 30