وقال من قطعة:
نارٌ وماءٌ صميم القلب أصلهما ... متى حوى القلب نيرانًا وطوفانا
ضدان ألف صرف الدهر بينهما ... لقد تلون في الدهر ألوانا
وقال ابن اللبانة: كنت مع المعتمد بأغمات فلما قارب الصدر، وأزمعت السفر، صرف حياه، واستنفذ ما قبله، وبعث إلي مع شرف الدولة ولده -وهذا من بنيه أحسن الناس سمتًا، وأكثرهم صمتًا، تخجله اللفظة، وتجرحه اللحظة، حريص على طلب الأدب، مسارع في اقتناء الكتب، مثابر على نسخ الدواوين، مفتح من خطه فيها زهر البساتين- بعشرين مثقالًا مرابطية، وثوبين غير مخيطين، وكتب معها أبياتًا منها:
إليك النزر من كف الأسير ... وإن تقنع فكن عين الشكور
تقبل ما يذوب له حياءً ... وإن عذرته حالات الفقير
فامتنعت من ذلك عليه، وأجبته بأبيات منها:
تركت هواك وهو شقيق ديني ... لئن شقت برودي عن غدور
ولا كنت الطليق من الرزايا ... إذا أصبحت أجحف بالأسير
جذيمة أنت والزباء خانت ... وما أنا من يقصر عن قصير
تصرف في الندى حيل المعالي ... فتسمح من قليلٍ بالكثير
وأعجب منك أنك في ظلامٍ ... وترفع للعداة منار نور
رويدك سوف تسعدني سرورًا ... إذا عاد ارتقاؤك للسرير
وسوف تحلني رتب المعالي ... غداة تحل في تلك القصور
1 / 25