Мухтар аль-ахбар
مختار الأخبار
Жанры
دستورا ليتوجهوا إلى جهاتهم ، ويتفرقوا في إقطاعاتهم . وكان الوزير المذكور قد تقدم إلى الإسكندرية لتجهيز الإقامات ، وتحصيل الأقمشة والاستعمالات والأموال التي يحتاج إليها برسم الأنعام والإطلاقات . ووردت كتبه من هناك بأنه لم يجد بالثغر مالا ولا قماشة بحكم أن نواب بيدرا استولوا على المتاجر والاستعمالات ، فاشتد غضب السلطان ، وأحضر بيدرا وشتمه أبلغ شتيم . ولما خرج من قدامه علم أنه أنكاه ، فأراد أن يتلافاه ، وأرسل إليه ألف دينار ، فلم يفد ذلك العطاء ، ولا استدرك فارط الخطاء . واتفق بيدرا مع الأمراء الذين حوله ، والطائفة التي تسمع قوله . ومن غد ذلك اليوم ، ركب السلطان إلى الصيد في عدة قليلة من صغار المماليك الخاصكية الذين كان جانحة إليهم ، وعاطفا عليهم ؛ فلاحت لبيدرا الفرصة ، فركب وركب معه من الأمراء حسام الدين لاجين المنصوري ، وشمس الدين قراسنقر المنصوري ، وقد كان السلطان عزله من نيابة المملكة الحلبية وله فيها من حياة والده ، والأمير سيف الدين بهادر رأس نوبة ، والطنبغا رأس نوبة ، ونوغيه السلحدار ، وأقسنقر الحسامي ، ومحمد خواجا وغيرهم ، وتوجهوا إلى الجهة التي قصدها السلطان على أنهم يتصيدون ، ولم يكن قصدهم إلا صيده ، ثم أدركوه ، فلما رآهم استشعر ووقف ، فوثبوا عليه وثوب الأسود ، وثاروا عليه كالأراقم السود ، وبادره بيدرا بضربة ، فرده السلطان بزخمة طبل باز فقطع أذنه بجرح سالم ، وتقدم حسام الدين لاجين المنصوري فضربه ضربة قطعت عاتقه ، وأوهت علائقه ، وطعنه الناق المنصوري في جوفه بسيفه فسقط صريعا . وكان مقتله في ثالث عشر المحرم سنة 693 ه.
Страница 96