Мухаййалят Хандарис: кто боится Усмана Бушри?
مخيلة الخندريس: ومن الذي يخاف عثمان بشري؟
Жанры
ذلك عندما حدثنا الفكي عن المزبلة التي التقطها منها. في الحقيقة كان هو أيضا يعرف أمها، اعترف لنا لاحقا أنه ابتزها كثيرا، إلى أن هدده رجل - قال إنه والد الأم - بالقتل. وهو الذي أرسل إليه من يذبح رجله اليسرى كعربون لعملية أكثر إيلاما في الطريق إليه: إذا قليت أدبك تاني يا وسخ!
عندما تفحصتها دكتورة مريم لاحقا قالت: إنها مصابة بالسل الرئوي. مثلها مثل الطفلين والفكي نفسه، وبرحمتها المعهودة بدأت معهم دورة علاج السل، الجيد في الأمر أن عقاقيره متوافرة ومجانا.
في الحقيقة، بدأنا نفهم الفكي بصورة أوضح، وفهمنا أيضا لماذا عندما دخل الحمام مع نونو أخذ زمنا طويلا جدا! إذا كنا أسأنا الظن فيه مبكرا؛ لفسرنا الأصوات التي صدرت من الحمام في ذلك الوقت تفسيرا صائبا. وعندما خرج اعتذر لنا بحيلة أنها لم تستحم منذ الخريف الماضي على الأقل، وأن الكوشة التي برأسها تحتاج إلى مياه سيل لكنسها وليس دشا، فصدقناه وضحكنا. الآن تأكد لنا أننا كنا نضحك على أنفسنا لا أكثر، علينا منذ الآن ألا نصدق حرفا واحدا مما يقول لنا، طلبت أمي منه مغادرة البيت فورا، أن يأخذ زوجته وأطفاله، إذا كانوا حقا أطفاله ولم تكن هنالك قصص مؤلمة أخرى وراء كل واحد منهما: وأمشى أختانا ...
قال مستعطفا: إذا لقوني حيقتلوني، وأنا عايز أعيش، أربي عيالي.
انتهرته أمي محتجة: أنت زول تستحق الموت، تنوم مع شافعة (طفلة)؟!
قالت نونو محتجة، وهي ترقص صدرها الأعجف الفارغ: أنا ما شافعة يا أمي، أنا مرا بالغة والأولاد ديل أولادي، ولدتهم من بطني دي!
وأشارت إلى بطنها الصغير غير المتناسب مع حجمها الضئيل. بالتأكيد كاد التعجب أن يقتلنا، وسيبدو الأمر مقبولا إذا وقفت عند هذا الحد. لكنها رفعت جلبابها للأعلى - ذلك الأطفالي الجديد، الذي اشترته لها أمي من كشك بالمحطة الوسطى - بسرعة لا يتوقعها منها أحد ... رقدت بظهرها مواجهة الأرض ... أبعدت ساقيها النحيفين الأصفرين، المنقوشين ببقع سوداء كبيرة وصغيرة، في زاوية مقدارها مائة وثمانون درجة بالضبط، كومت شعرها سريعا في شكل وسادة صغيرة من الصوف، وصاحت بصوت قبيح - أو هكذا سمعناه - قائلة: ده يدخل جمل!
مشيرة إلى شيء مريب كان ما بين ساقيها، تحجبه عن أعيننا غابة كثيفة من الشعر الأسود الطويل. حمدنا الله كثيرا على ذلك الغطاء الصوفي الطبيعي للعورات البشرية ذات الأبعاد الاجتماعية الحساسة.
أحسست بأنني أنا الفاعلة، وينظر العالم كله الآن إلي، إلى شيئي أنا، وكدت أن أموت من الخجل، أما أمي فهربت خارج الصالون تلعن اليوم الذي جمعها بالفكي وأسرته غير المحترمين، أطلقت أحد أمثالها المحببة إلى نفسها:
اللي يلعب مع الجريوات يخربشنه.
Неизвестная страница