ذهب الرجال المقتدى بفعالهم * والمنكرون لكل امر منكر
وبقيت فى خلف (١) يزين بعضهم * بعضا ليدفع معور عن معور
أبنىّ إن من الرجال بهيمة * في صورة الرجل السميع المبصر
فطن بكل مصيبة في ماله * فاذا اصيب بدينه لم يشعر
وأنشد عبد الرحمن عن عمه:
وحب كأضناء النحاز (٢) كتمته * مع القلب لم يعلم به من الأطف
وإنى لأحمى الحب حتى ارده * خفى المرد لم تنله الزعانف
وأخفى من الوجد الذي لو أذيعه * لحن عليه القاصرات العفائف
وأنشد:
انت الفتى كل الفتى * لو كنت تفعل ما تقول
لا خير في كذب (٣) الجوا * دو حبذا صدق البخيل
وأنشد:
أرى كل من أثرى يرى ذا مهابة * وإن كان مذموما لئيما نقائبه
ومن يفتقر يدعى اللئيم (٤) ويمتهن * غريبا وتبغض ان تراه اقاربه
ويرمى كما ذو العر يرمى ويتقى * ويجنى ذنوبا كلها هو عائبه
_________
(١) نسخة اكسفورد: خلق.
(٢) في نسخة اكسفورد: كاحناء، وفي هامش نسخة المتحف وفي الأصل: كاطناء النحاز - جمع طنء، والطنا: لروق الطحال بالجنب من شدة العطش - قال الشاعر:
أكويه أما اراد الكى معترضا * كى المطنى من النحز الطنى الكطحلا
المطنى: المعانج من الطنا، ومن روى كاضناء النحاز فهو جمع ضنء من الضنا وهو المرض. اهـ.
في أمالي الزجاجي عن ابن دريد (ص١١): "وحب كأظماء البعير". ش
(٣) في نسخة اكسفورد: عدة.
(٤) وفي نسخة اكسفورد المتحف: الفقير. اهـ.
في أمالي الزجاجي عن ابن دريد (ص١٣): "ومن يفتقر يُدْعَ الفقير". ش
1 / 69