إن كان الرجل ليقول لمعاوية: والله! لتستقيمن يا معاوية او لنقومنك، فيقول: بماذا؟ فيقول: بالخشب، فيقول إذا نستقيم.
اخبرنا محمد قال حدثنى الحسن بن الخضر عن السديرى قال قال عتبة بن ابى سفيان: العجب من على بن ابى طالب ومن طلبه الخلافة، وما هو وهى، فقال له معاوية: اسكت يا وزرة (١) فوالله لهو منها كخاطب الحرة حيث يقول:
لئن كان ادلى خاطب فتعذرت * عليه وكانت رائدا فتخطت
فما تركته رغبة عن حباله * ولكنه كانت لآخر خطت
وعنه قال قال معاوية لبنيه: يا بنى! انكم تجارة قوم لا تجارة لهم غيركم، فلا يكون تجار اربح من تجاركم، فان ادنى ما يرجع به الخائب عنكم تخطئة ظنه بكم.
اخبرنا محمد قال قال اخبرنا عبد الأول بن مزيد (٢) قال اخبرنى عبد الله بن المبارك قال: تكلمت الخطباء يوما عند معاوية في بيعة ابنه يزيد، فلما تفرق الناس قال يزيد لأبيه: يا ابت! أيخدعنا الناس أم نخدعهم، فقال معاوية: ان من تخادع لك ليخدعك فقد خدعته فاقبلها ما كانت لك، فلعمرى لتفسدن عليك يوما ما.
وعنه قال قال مروان بن الحكم لحبيش (٣) بن دلجة القينى: اني لأظنك احمق، قال أظنا أم يقينا، قال: بل ظنا، قال حبيش: إن احمق ما يكون الشيخ إذا استعمل ظنه.
_________
(١) بهامش نسخة المتحف: هكذا في الأصل وقد اصلحه شيخنا ابو اليمن: يا وزغة والصواب: يا اوره، والأوره: الأحمق، يقال: رجل اوره وامرأة ورهاء - قال الفند الزمانى (كجيب الدفنس الورها * ريعت وهى تستفلى) وعن الأصمعى: الأوره الذى لا يتماسك، ومنه قيل: كثيب اوره، والوزغة: دويبة مستقذرة؛ وقد جاء في نسخة آكسفورد: يا وزغة. اهـ.
في تاريخ دمشق ٣٨: ٢٦٦: "وره". قال ابن دريد في الجمهرة جمهرته ٢: ٨٠٨: "الوره: ضعف العقل". ش
(٢) تقدّم أنه (مُرَيْد). ش
(٣) (حبيش) بضم الحاء المهملة، وفتح الباء المعجمة بواحدة، وسكون الياء المعجمة باثنتين، وآخره شين. تاريخ دمشق ١٢: ٨٧. ش
1 / 28