قوله ﵌ "استعينوا على الحاجات بالكتمان فان كل ذى نعمة محسود" هذا مما ادب به ﵌ أمته، لأن الرجل ربما طلب الحاجة الى الرجل فيكون له عدو أو حاسد فيسعى عليه فيفسد عليه مطلب حاجته.
قوله ﵌ "المكر والخديعة في النار" يريد أن المكر والخداع لا يكونان في تقى ولا خائف لله، لأنه اذا مكر غدر وإذا خدع وبق (١) فهاتان خلتان لا تكونان فى تقى فكل خلة جانبت التقى فهى فى النار.
قوله ﵌ "من غشنا فليس منا" ينهى ﵌ بهذا الكلام عن الخيانة ويحض على البر، وذلك أن الغش فعل من افعال اليهود يقول: من غش اهل الإسلام فقد تشبه بأعدائهم فكأنه ليس منهم.
قوله ﵌ "المستشار مؤتمن" يريد قوله ﵌ من افضى اليك بسره وأمنك على ذات نفسه فقد جعلك بموضع ثقته كالرجل الذى لا يأمن على ماله فلا يودعه الا الثقة في نفسه فالسر الذى ربما كان في اذاعته تلف النفس اولى بأن لا يجعل الا عند الموثوق به.
قوله قوله ﵌ "الندم توبة" هذا الكلام فيه شريطة، لأنه ليس الندم مع الاصرار توبة، انما يكون الندم (٢) توبة اذا كان مع الاقلاع والاخلاص وهذا وجهه ان شاء الله.
قوله ﵌ "الدال على الخير كفاعله" يقول من دلك على الخير فعلته بارشاده لك فكأنه قد فعله بك، وهذا تحضيض على التعاون على البر والحث عليه.
وقوله قوله ﵌ "حبك الشيء يعمى ويصم" يريد
_________
(١) وبق الإنسان إذا هلك. جمهرة اللغة ١: ٣٧٥. ش
(٢) من هاهنا نسخة المتحف البريطانى كاملة الى آخر الكتاب.
1 / 12