Краткая история Думьята: политически и экономически
مجمل تاريخ دمياط : سياسيا واقتصاديا
Жанры
وكان قايتباي آخر سلاطين المماليك العظام، وكان عهده آخر عهود الازدهار، وبدأت مصر بعده في التأخر والاضمحلال، وأصاب دمياط وموانئ مصر عامة ما أصاب مصر، فإذا كان عهد الغوري خيم على هذه الموانئ الخراب، ووقفت حركة الصادر والوارد بها لعبث الفرنج بشواطئها، يقر هذه الحقيقة ابن إياس في تاريخه، فيقول في حوادث سنة 920: «وكان في تلك الأيام ديوان المفرد وديوان الدولة وديوان الخاص في غاية الانشحات والتعطيل، فإن بندر الإسكندرية خراب، ولم تدخل إليه القطائع في السنة الحالية، وبندر جدة خراب بسبب تعبث الفرنج على التجار في بحر الهند، فلم تدخل المراكب بالبضائع إلى بندر جدة نحوا من ست سنين وكذلك جهة دمياط.» وقال أيضا في حوادث سنة 922: «وكان حسين نائب جدة يأخذ العشر من تجار الهند المثل عشرة أمثال، فامتنعت التجار من دخول بندر جدة، وآل أمره إلى الخراب، وعز وجود الشاشات من مصر والأزر والأنطاع وأخرب البندر، وكذلك بندر الإسكندرية وبندر دمياط، فامتنعت تجار الفرنج من الدخول إلى تلك البنادر من كثرة الظلم، وعز وجود الأصناف التي كانت تجلب من بلاد الفرنج.»
دمياط في العصر العثماني
وظهر في الأفق حينذاك خطر جديد أخذ يهدد الدولة المملوكية في مصر، ذلك هو خطر الدولة الإسلامية الفتية الناشئة، دولة الأتراك العثمانيين، وفي نفس هذه السنة التي وصف فيها ابن إياس تأخر الأحوال الاقتصادية في موانئ الدولة - ومن بينها دمياط - في هذه السنة - وهي سنة 922 / 1517 - انقض الأتراك العثمانيون على مصر وافتتحوها وضموها إلى ملكهم بعد أن قضوا نهائيا على دولة المماليك.
وفي العصر العثماني ازدهرت دمياط بعض الشيء لكونها أقرب الموانئ المصرية إلى آسيا الصغرى، ولكنها لم تستعد مكانتها الأولى، وقد عانت دمياط - كما عانت مصر كلها في ذلك العصر - من اضطراب الأحوال وكثرة الفتن، وقد ظلت دمياط منفى للأمراء الثائرين كما كانت في العصر السابق، وفي كتب التاريخ شواهد كثيرة تؤيد ما ذكرنا، نكتفي بذكر واحد منها:
ففي سنة 1218م اشتد النزاع بين عثمان بيك البرديسي وبين حاكم مصر التركي خسرو باشا، وقتل كثير من أتباع الفريقين. يقول الجبرتي: «وهجم المصريون (يقصد المماليك أعوان البرديسي) على دمياط ودخلوها ... ونهبوها، وأسروا نساءها، وافتضوا الأبكار، وصاروا يبيعونهن كالأرقاء، ونهبوا الحانات والبيوت والوكائل والمراكب.»
دمياط في عهد الحملة الفرنسية
وظلت الحال على هذا إلى أن أتت الحملة الفرنسية إلى مصر، وقد أثبت علماؤها في أبحاثهم أن دمياط كانت ثاني مدينة في القطر المصري بعد القاهرة، فقد قاموا بإحصاء السكان في مدن القطر الهامة، وتبين لهم أن عدد السكان بالقاهرة 263000 نسمة وأن عدد سكان دمياط 30000؛ وكانت رشيد هي الثالثة وعدد سكانها 13000، أما الإسكندرية فكان عدد سكانها 8000 نسمة فقط؛ ولهذا عني الفرنسيون بدمياط عناية خاصة؛ فأرسلوا إليها بعد الاستيلاء على القاهرة فرقة من الجيش الفرنسي في أوائل أغسطس سنة 1798، وعين الجنرال
Vial
حاكما على مدينتي المنصورة ودمياط.
غير أن سكان هاتين المديريتين لم يخضعوا للفرنسيين، بل قاوموهم مقاومة عنيفة، وقاموا بثورات خطيرة أقضت مضاجع الفرنسيين وأتعبتهم، وكانت دمياط وقرى بحيرة المنزلة مقر تلك الثورات، وكان بطلها ومحركها حسن طوبار زعيم إقليم المنزلة.
Неизвестная страница