Краткая история Думьята: политически и экономически
مجمل تاريخ دمياط : سياسيا واقتصاديا
Жанры
وقد اتخذ المنصور عثمان له حاشية من العلماء والأدباء، فكانت داره بدمياط حافلة دائما بمجالس العلم، وممن اتصل به هناك الأديب المؤرخ محمد بن أبي بكر بن عمر القادري الجوهري الدمياطي. ولد هذا الأديب بدنجية قرب دمياط في سنة 820، وتلقى العلم بها وببعض مدن الصعيد، وحج في سنة 834، ثم استقر في دمياط، وناب في القضاء بها وقال الشعر، «وأتى بالقصائد الجيدة، وخمس البردة، ومدح كثيرا من الرؤساء ... وتكسب في سوق الجوهريين وقتا.» (5-11) المقامة الدمياطية في وصف الثغر ومحاسنه للقادري الجوهري الدمياطي
وقد مدح القادري المنصور عثمان بقصيدة جميلة سماها: «الروض الممطور في مدح الملك المنصور» وقدم لها بمقامة في وصف دمياط سماها: «المقامة الدمياطية في وصف الثغر ومحاسنه السنية » والقصيدة والمقامة يضمهما مجلد واحد ولا تزالان مخطوطتين، ولهما - إلى جانب قيمتهما الأدبية - أهمية خاصة، فهما يرسمان صورة شائقة لدمياط في أواخر القرن التاسع الهجري، وهذه الصورة في جملتها لا تختلف كثيرا عن الصورة التي رسمها المقريزي لدمياط في أوائل القرن نفسه.
يصف القادري دمياط فيبالغ في مدحها، فيقول: «إنها الجنة الصغرى، والمدينة الخضرا، وريحانة أرواح الشهداء، وخزانة أرباح السعداء، رباطها عنوان المقربين، وصراطها ميدان طلاب المجاهدين، وثياب غربتها من لباس المنة، وتراب تربتها من غراس الجنة.» ثم يعدد بعد ذلك ما بها من قبور الأولياء الصالحين، كشطا، وفاتح الأسمر، وابن قفل، وحسن الطويل، وجمال الدين (؟) وعبد الله الشهيد (؟) فيقول: «وتقر عينك من مشاهد شهداء التابعين بنواحيها، على أعلى شاطئ البحيرة التي هي من محاسن ضواحيها، مشهد شهيد المعركة يوم فتوحها ولي الله شطا، الذي أمن بسره ثغرها من عدو العدو المخذول، ومن سطاه إذا سطا، ويستمطر بها الفتح عند مشهدك (أبي) العطا ولي الله فاتح الأسمر، الذي يغني سره في المهمات المدلهمات إذا اشتد الخطب عن كل أبيض وأسمر، ومن بنى قفل بعد فتح، حامي البرزخ سهمها المسدد سديد، ومشهد بدر حسنها عند مسجد الشهداء ولي الله حسن الطويل الشهيد، ومشهد جمالها ولي الله جمال الدين، الذي برحاب جنته ثوى، ومشهد عبد الله الشهيد، الذي استغنى في الجهاد عن دروع الحديد بدرع النوى، فما توسل أحد بهؤلاء الأولياء أو زاره، إلا حقق الله قصده فيما يرجو من الخيرات وخفف أوزاره.» ثم يستطرد بعد هذا فيصف بساتينها وما كانت تغص به من «طلح منضود، وظل ممدود، وماء من دوالبها مسكوب، بأحشاء كل جدول وكوب، ويشفي الغليل من العليل، ويكرم به البخيل، وبها البهرمان من منظوم عقود بسرها الأحمر، واللجين والعسجد من منثورها الأبيض والأصفر .» ولا يكاد ينتهي من هذا الوصف المنثور حتى ينظمه شعرا، يصف فيه ما تنبته المدينة من ثمار وأزهار، كالموز والنخيل والورد والقصب ... إلخ. ثم يعود إلى وصفه المنثور فيرتفع بدمياط إلى الذروة؛ لأنه يعتقد أنها «مدينة أشبه شيء في وصفها بإرم ذات العماد، مدينة شداد بن عاد، التي لم يخلق مثلها في البلاد.» ثم يعود مرة أخرى فينظم هذا الوصف شعرا، يقول فيه:
يا حسنها بلدا في أفق بهجتها
كأنها الشمس حسنا ذات أبراج
كأنها القوس في شكل له وتر
وبحره الزاخر الرامي بأمواج
وينتقل بعد هذا إلى هدفه الثاني، وهو مدح الملك المنصور عثمان، المقيم بدمياط، فيمدحه بقصيدة تائية طويلة، ديباجتها إشادة بالثغر ومحاسنه، ومطلعها:
من ثغر دمياط حيتنا الثنيات
بملثم، فلها منا التحيات
Неизвестная страница