حليف بني أسد، حين أراد رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ الخروج إلى مكة، فكتب إليهم حاطب مع امرأة من أهل مكة فلحقها علي والزبير، فوجدا الكتاب معها، فأتيا به النبي _صلى الله عليه وسلم_، فسأل رسول الله حاطبا، فاعترف بما فعل من ذلك، وقال عز وجل: {فترى الذي في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة} (¬1) نزلت في عبد الله بن أبي سلول (¬2) حين هم رسول الله بقتل قينقاع، وكانوا حلفاء الخزرج، فقال عبد الله: إني امرؤ أخاف الدوائر، يعني أمر النبي عليه السلام، فأنزل الله في عبد الله بن أبي بن سلول ذلك.
وقال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون} (¬3) نزلت في أبي لبابة (¬4)
¬__________
(¬1) سورة المائدة، آية رقم 52، وتكملة الآية (فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين)
(¬2) هو عبد الله بن أبي بن مالك بن الحارث أبو الحباب، المشهور بابن سلول، وسلول جدته لأبيه من خزاعة، رأس المنافقين في الإسلام من أهل المدينة، كان سيد الخزرج في آخر جاهليتهم، وأظهر الإسلام بعد وقعة بدر. وكان كلما نزل بالمسلمين نازلة شمت بهم، وكلما سمع بسيئة نشرها، وله في ذلك أخبار، ولما مات تقدم النبي _صلى الله عليه وسلم_ فصلى عليه، فنزل قول الله تعالى: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا}، وكان ذلك عام 9ه. راجع كتاب الخميس 2/140، وإمتاع الأسماع 1/99، 105، 120، 165، 449، 450، وطبقات ابن سعد، القسم الثاني من الجزء الثالث 90، وجمهرة الأنساب 335.
(¬3) سورة الأنفال، آية رقم 27.
(¬4) قاله صاحب الإصابة 4/167، وصاحب سيرة ابن هشام 3/247، وصاحب الروض الأنف 2/196، وصاحب الدر المنثور 3/178، وتفسير الطبري 13/481، وتفسير ابن كثير 2/300، وتفسير البغوي والخازن 3/20، والإمام الواحدي صاحب كتاب أسباب النزول 134.
وهو أبو لبابة بن عبد المنذر الأنصاري، وزوجه خنساء بنت خدام الأنصارية، وهي من الأوس، وابنته لبابة وبها كان يكنى، تزوجها زيد بن الخطاب _رضي الله عنه_، ولقد أسلم مبكرا على يد مصعب بن عمير. راجع الاستيعاب في معرفة الأصحاب 4/1826، وسيرة ابن هشام 2/49، ورجال أنزل الله فيهم قرآنا 1/299 309.
Страница 86