Муджаз
الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة
أي يفهمون ما يسمعون، وإنما نبههم الله في كتابه على تلك الآيات، وأوقفهم عليها، ولم يرد بذلك جل جلاله أن يكون العباد يهجمون على تلك المعارف في وجوه الدلالات بغير تنبيه منه وتعليم، ونحن نجد ما دون ذلك من هذه الصناعات الموجودات عند من لا يوجد عنده شيء من معرفة الله ولا معرفة دينه، كما الحياكة والصباغة والكتابة والنقش ، وغير ذلك من وجوه الصناعات التي هي دون معرفة الله ومعرفة دينه، لا يتأتى لأحد من البشر، ولا يتهيأ لهم أن يتمثلوا شيئا منها، إلا بأن يوقفوا عليه، ويرشدوا إليه، وقد تجدهم يتعلمونها بأجرة لمعلميهم بذلك، فكيف ما هو أدق منه وأغمض، وأصعب على العقول من معرفة الله، ومعرفة دينه، وفرائضه وحلاله وحرامه من الذي زعموا أن للعقل سبيلا إلى التوصل إلى معرفته؟ فلو كان الأمر على ما ذهب إليه أهل القدر وأشياعهم من ذلك لما بعث الله رسولا إلى خلقه، ولا أنزل عليهم كتابا، ولا شرع لهم دينا، ولا أحل حلالا، ولا حرم حراما، ولا أوجب، ولا حط، حيث كان العباد مكتفين بما يجدونه في عقولهم من المعارف من أول يوم خلق الله الدنيا، إلى أن تقوم الساعة، فسبحان الله عما يصفون، ما أفظعها من مقالة! ولعمري إنها لمقالة ممتثلة من مقالة المعطلين أهل التكذيب، الذين أنبأنا عن باطلهم في كتاب التوحيد، والرد على أهل الإلحاد من البراهمة (¬1)
¬__________
(¬1) الديانة البرهمية: أقدم من البوذية بقرون كثيرة، ويظهر أن أصل الديانة البرهمية الهند، وتصعد إلى أبعد عهد من عصورهم التاريخية، وتختلط بجميع أدوارهم الاجتماعية.
والكتب المقدسة لهذه الديانة هي "الفيدا"، ثم كتاب (منافادا ماساسترا) أي قوانين مانو.
ومذهب الديانة البرهمية في الديانة البرهمية أصلان رئيسيان: هما وحدة الوجود والتناسخ، أي عودة الروح إلى أجساد في عالم الدنيا سواء أكان إنسانا أو حيوانا، وهي من أخص عقائدهم. راجع دائرة معارف القرن العشرين 2: 160 وما بعدها. وتحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة: 27.
Страница 156