Муджаз
الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة
Жанры
وأما الذين زعموا منهم أن الإيمان إقرار باللسان دون المعرفة فيلزمهم أن يكون من جهل الله، واعتقد على أنه بخلاف ربوبيته ووحدانيته مؤمنا مع جهله واعتقاده لذلك ، مع ما يلزمهم فيمن أخرس الله لسانه، إذ هو عرف الله بقلبه أن يكون غير مؤمن، إذ كان الإيمان لا يكون عندهم إلا الإقرار باللسان فقط، وقد قال الله عز وجل: (قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم) (¬1) فأضاف الإيمان إلى القلوب كما ترى، وقد قال الله عز وجل: (وإذا جاؤوكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به) (¬2) فسمى ما في قلوبهم كفرا، ولن يجوز أن يكون ما في قلوبهم من اعتقادهم كفرا، إلا بأن يكون خلاف ذلك من الذي في قلوب المؤمنين من اعتقادهم إيمانا، مع ما روي عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ في غير ما رواية أنه يقول: الإيمان ها هنا (¬3) فيشير إلى صدره. وهذا كله مما يدل على أن الإقرار بالله والمعرفة به جميعا من الإيمان.
ثم يقال للمرجئة جميعا: أخبرونا عن الإيمان ما هو؟ قالوا: الإقرار بالله أنه واحد، والإقرار بمحمد أنه رسول الله، وما جاء به أنه الحق، قيل لهم: هذه خصال ثلاث بعضها غير بعض، قد يقر بشيء منها من ينكر شيئا، فإن كان الإقرار بالله أنه واحد إيمانا، لأنه إقرار بالله بطل أن يكون غيره من الإقرار بمحمد أنه رسول الله، إنما كان إيمانا لأنه إقرار برسول الله، بطل أن يكون الإقرار بالله أنه واحد إيمانا.
¬__________
(¬1) سورة المائدة آية رقم 41.
(¬2) سورة المائدة آية رقم 61، وقد جاءت الآية محرفة في المطبوعة حيث لم يذكر لفظ (قد).
(¬3) لم نعثر على هذا الحديث بهذا اللفظ على كثرة البحث والتقصي في كتب السنة والصحاح.
Страница 101