وفي معنى زمن إثبات معنى ثان وهو الزمانة، وفي معنى فاعل إثبات معنى ثان وهو الفعل، وإلا فهشامية (¬1) ولا فائدة للقول، وليس هنالك معنى زائد على ما قلنا، وإلا فمعمرية، ولا تحصيل للقول.
في الحقيقات (¬2) :
ما حقيقة العلم؟ ما حقيقة الجهل؟ ما حقيقة الشك؟ ما حقيقة الظن؟ ما حقيقة الفهم؟ ما حقيقة التقليد؟ ما حقيقة البرهان؟ ما حقيقة الحجة؟ ما حقيقة الشبهة؟ ما حقيقة الاستحسان؟ ما حقيقة المعقول؟ ما حقيقة النظر؟ ما حقيقة القياس؟ ما حقيقة الجدل؟ ما حقيقة الاجتهاد؟.
¬__________
(¬1) يقول الدكتور الطالبي: الظاهر والله أعلم أنه نسبة إلى هشام بن سالم المعتزلي، أي وإن لم نقل: إن الاستطاعة مثلا معنى أي وصف زائد على المستطيع، بل هي بعض المستطيع كما هو مذهب هشام المذكور وضرار بن عمرو. والحقيقة أن هشام بن سالم من الشيعة، واعتبره صاحب كتاب الفرق بين الفرق أنه صاحب فرقة "الولقية". راجع خطط المقريزي 2: 368، ط بولاق. وحكى البغدادي عنه سالم هذا أنه كان يقول: في أفعال العباد إنها أجسام؛ لأنه لا شيء في العالم إلا الأجسام، وأجاز أن يفعل العباد الأجسام، وروى مثل هذا القول عن شيطان الطاق. راجع الفرق بين الفرق 69.
(¬2) الحقيقة: تستعمل تارة في الشيء الذي له ثبات ووجود، كقوله _صلى الله عليه وسلم_ لحارثة: لكل شيء حقيقة فما حقيقة إيمانك...؟ وتارة تستعمل في الاعتقاد. وأما في تعارف الفقهاء والمتكلمين: فهي اللفظ المستعمل فيما وضع له في أصل اللغة.
وحقيقة الشيء: ما به الشيء هو، كالحيوان الناطق للإنسان، بخلاف مثل الضاحك والكاتب مما يمكن تصور الإنسان بدونه، وقد يقال إن ما به الشيء هو باعتبار تحققه حقيقة، وباعتبار تشخصه هوية، ومع قطع النظر عن ذلك ماهية. راجع المفردات في غريب القرآن 126، والتعريفات ص 79، 80، والكليات 2: 192 وما بعدها.
Страница 15