195

Муджаз

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

Жанры

فجوابنا لمن سألنا عن هذا وأشباهه أن نقول له: لما ثبت بالدليل الذي لا يبطل، وبالشاهد الذي لا يكذب، إن الله جل جلاله حكيم في عدله، عدل في حكمته، مستوجب لذلك في ذاته، مستحق له في قدمه، لم يستحدث حكمة، ولا عدلا، ولا علما، فيكون قبل ما لم يستحدثها موصوفا بخلافها، وقد دللنا على ذلك في المسألة التي قبل هاته، فلما أن كان الله جل جلاله كذلك قلنا في جميع ما يظهر لنا من أفعاله عز وجل مما نعرف وجه الحكمة فيه، وما لا نعرف: إن ذلك كله حكمة، وعدل، لا يكون منه شيء جهلا، ولا عبثا للعلة التي قدمنا، فكل ما دلنا ربنا على وجه الحكمة فيه، والعدل كنا قد عرفناه، وما لم يدلنا على وجه الحكمة فيه علمنا أنه حكمة وعدل، إذ كان الاستحقاق للوصف بذلك لمعنى الذات، والذات لا تتغير عن معناها، ولا تتبدل عن صفتها، فنفينا لهذه العلة عن شيء من أفعاله أن يكون عبثا أو خطأ، أو يكون السائل عن هذا غير مثبت للصانع، ولا مقر بالصنعة، فكيف يسأل عن الفرع ويدع الأصل، وهو غير مقر به، فنرجع به إلى الأصل حتى يقر به، ويثبته بالأعلام والشواهد التي نصبناها في أول كتابنا، وبما لم نذكره من ذلك، فإذا ثبت ذلك عنده كان الجواب له بعد ذلك ما أجبنا به آنفا، وهذه الجملة كافية في هذا الباب إن شاء الله.

أسماء الله الحسنى (¬1) :

¬__________

(¬1) يقول الله تعالى في سورة الأعراف: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} آية 180، وقد جاء في كتاب الترمذي، وسنن ابن ماجه وغيرهما حديث عن أبي هريرة عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ نص فيه أن لله تسعة وتسعين اسما، في أحدها ما ليس في الآخر، وذكر الحديث، وهو ليس بالمتواتر، وإن كان قال فيه أبو عيسى: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صفوان بن صالح، وهو ثقة عند أهل الحديث، وإنما المتواتر منه قوله _صلى الله عليه وسلم_: إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة".

Страница 196