وجاء عن ابن عمر (¬1) أنه قال: لا تقل والله حيث كان فإن الله بكل مكان، قال: وجاء رجل إلى ابن مسعود (¬2) فقال: إني رأيت رجلا يصلي عند كل إسطوانة ركعتين، فقال ابن مسعود: لو علم المصلي أن الله عند أدنى إسطوانة منها ما جاوزها إلى غيرها، وقد جاء الحديث المشهور: "إن أربعة أملاك التقوا: واحد من السماء السابعة، وآخر من الأرض السابعة، وآخر من المشرق، وآخر من المغرب، فتساءلوا فيما بينهم فقال كل واحد منهم: جئت من عند ربي" (¬3) ،
¬__________
(¬1) هو عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي، أبو عبد الرحمن، صحابي من أعز بيوتات قريش في الجاهلية، كان جرئيا جهيرا، نشأ في الإسلام وهاجر إلى المدينة مع أبيه، وشهد فتح مكة، ومولده ووفاته فيها، أفتى الناس في الإسلام ستين سنة، ولما قتل عثمان عرض عليه نفر أن يبايعوه بالخلافة فأبى، وغزا إفريقيا مرتين: الأولى مع ابن سرح، والثانية مع معاوية بن خديج، وكف بصره في آخر حياته، له في كتب الحديث 2630 حديثا، توفي عام 73ه. راجع معالم الإيمان 1: 70، والإصابة 4835، وتهذيب الأسماء 1: 378.
(¬2) هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي أبو عبد الرحمن، صحابي من أكابرهم فضلا وعقلا وقربا من رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، وهو من أهل مكة، ومن السابقين إلى الإسلام، وأول من جهر بقراءة القرآن بمكة، وكان خادم رسول الله الأمين وصاحب سره، نظر إليه عمر يوما وقال: وعاء ملئ علما، ولي بيت مال الكوفة بعد وفاة الرسول _صلى الله عليه وسلم_ ثم قدم المدينة في خلافة عثمان فتوفي بها عن نحو ستين عاما، وكان ذلك عام 32ه، له 848 حديثا، وأورد الجاحظ في البيان والتبيين خطبة له ومختارات من كلامه.
(¬3) سورة الأعراف آية رقم 143..
Страница 152