ضحكت وطلبت سيارة أجرة لتذهب بنا إلى منزلها. •••
كان الليل قد بدأ يضمحل وبان الخيط الأبيض من الأسود، وبدت لي أضواء البنايات باهتة وأقرب إلى الومض الممزق. نزلنا عند مدخل منزلها، وما إن دخلنا وأغلقنا خلفنا الباب حتى اجتاحتني دفقة من التوتر الغامض مع قليل من الخوف، ورغبة حادة في الهرب، جلست على الأريكة وذهبت ديفال إلى غرفة النوم.
لا أعرف ما هو ذاك الصوت الصاخب الذي كان يصرخ في أعماقي، ربما كان صوت أمي، وكلما هممت بالخروج كان ثمة ما يشدني إلى الأريكة، قد تكون العلاقة الأولى دوما مرعبة بهذا الشكل، وأنا لم أصل، يوما، في أية علاقة إلى السرير .. وبقيت جالسا منقبضا، يتراءى لي شرطي سمين يخرج من خلف الباب عاريا ويرفع لي أصبعه الأوسط .. أضحك من سذاجتي، أتذكر شهادتي، أمي، المنزل، المطعم، المدير ...
ثم أطلت ديفال من الغرفة رشيقة وقد بدلت ملابسها، وكانت كفيلة لتجلي كل ما يجول في رأسي من هواجس، كانت مثيرة بقميص نوم فضفاض نهدي اللون، ويمتد من منتصف صدرها إلى أعلى ردفيها، تأملتها طويلا فاغرا فمي محملقا عيني مشدوها بما أرى من شفتيها الشهوانيتين إلى عنقها الوهاج مرورا بصدرها الناهد والذي يبرز أعلاه من فتحة قميصها الرخوة، وصولا إلى ساقيها الممشوقتين.
اقتربت لتجلس بجواري، كانت تحرك شفتها السفلى المتهدلة بشكل مثير، وتحدق في وجهي المرتبك، فتحفزت أعصابي وأدركت أمام سلطة جسدها كم أنا ضعيف!
وبعد هذا الاجتياح المثير بمفاتنها تناثر ضباب مشوش في ذهني ولم أعد أرى إلا الطريق القصير إلى السرير، ومثل حفيف ثعبان همست في أذني فيما كان هواء فمها الحار يمسح أذني: أنت تكثر من الشرود والتفكير.
ثم اقتادتني إلى السرير وأنا في غاية من الاستسلام. وهناك بدأ كل شيء وانتهى في بضعة دقائق.
ارتميت على السرير وذهبت ديفال إلى الحمام. •••
خرجت من الحمام وهي تجفف شعرها وجسدها، ثم اتجهت إلى خزانة ملابسها دون أن تكلمني، فقد مضى كل شيء بسرعة فائقة. أما أنا فقد انطفأت تماما، ارتديت ملابسي وقلت بتردد: لنا لقاء آخر.
لم أكن متأكدا من أني أريد اللقاء الآخر، ولكن كان يجب أن أقول أي شيء لأهدئ من روعها. اقتربت أكثر فشاهدت في خزانتها قميصا رسميا وبطاقة ملتصقة بأيسر القميص من الأعلى مكتوبا عليها بالعبرية، سألتها عنها فأجابت ببرود: إنها ملابس زوجي، ألم أخبرك بأنه ضابط في المخابرات؟
Неизвестная страница