Беглецы книг Тимбукту: в поисках древнего города и гонка за
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
Жанры
أخبر رجل المكتبات شترايدر بأن سافاما كانت قد حصلت على ترخيص من العائلات المختلفة في تمبكتو بأن ترعى المخطوطات، التي كانت قد خبئت وسط أهل تمبكتو في بيوتهم. ولكن الآن كانت مخاطرة بقائها في المدينة قد أصبحت كبيرة للغاية؛ إذ كانت قوات المتمردين تبحث بهمة عنها وتتلفها:
أخبرني بأنه كان يوجد خطر داهم، وأنها كانت تتعرض للإتلاف، والحرق، وأن هذا قد جرى ... أثناء هذه الأسابيع مرارا وتكرارا. أتذكر أن قوات المتمردين عثرت على بعض الكتب عندئذ وأتلفتها. أحرقتها أو ... أظن أنها أحرقتها، أجل.
قيل لشترايدر إنه كان يتعين إخراج المخطوطات بأي وسيلة. كان مقتنعا بأن التهديد كان حقيقيا - تذكر قائلا: «لم يكن لدي سبب يدفعني إلى الشك في الأمر» - لكنه أراد المزيد من التفصيل بشأن الكيفية التي ستجري بها عملية الإجلاء. هل كان حتى لا يزال من الممكن السفر برا من تمبكتو إلى باماكو؟ أجاب حيدرة بالإيجاب، ولكن كان يوجد الكثير من نقاط التفتيش التي كان يتعين عبورها. كيف كانت المخطوطات ستنقل؟ قيل لشترايدر إنها كانت ستنقل بالشاحنات الصغيرة، ليلا، مخبأة تحت الفاكهة والخضراوات التي كانت تزرع في تمبكتو وتشحن إلى بقية مالي.
لم يكن ثمة شك في أن ألمانيا ستحاول أن تقدم الدعم لعملية الإجلاء، بحسب ما قال الدبلوماسي، ولكنه كان سيحتاج إلى بيان تفصيلي بالتكاليف علاوة على نوع من الاتفاق المكتوب. وعد بأن يتحدث مع وزير الخارجية الألماني، ورتب مع دياكيتي لقاءات لاحقة، من ضمنها لقاء في بار فندق راديسون باماكو، لإضفاء الطابع الرسمي على التفاصيل.
في السابع من يناير، كتب شترايدر مخاطبا برلين، طارحا قضية تقديم المساعدة. قال لهم إنه كان على اتصال بالشخصين اللذين كانا ينفذان عملية إنقاذ لمكتبات مخطوطات باماكو. كانت المخطوطات في خطر شديد، وكان الإسلاميون قد دمروا بالفعل المكاتب التابعة للمكتبات، وفي ذلك أجهزة الكمبيوتر الشخصية والأثاث. والآن، بالنظر إلى احتمال حدوث تدخل عسكري، كان الأمر يستلزم نقل الوثائق «بأسرع ما يمكن وعلى أكمل وجه ممكن»: كان الأمر يتعلق بإنقاذ هذه الوثائق «من الحريق.» كان ينبغي إبقاء كل شيء في غاية السرية؛ وذلك لأنه إن أحيط المحتلون علما بما كان يجري، فسيكون من المستحيل المضي قدما؛ إذ كان حيدرة ودياكيتي قد لجآ إلى السفارة لأنهما «يوليان ثقة خاصة بالألمان.» كانا يسعيان إلى الحصول على 500 ألف يورو على مدى العامين المقبلين لنقل كل المخطوطات وإبقائها بأمان في باماكو، لكن كان من شأن تبرع عاجل بقيمة 10 آلاف يورو فورا أن يكفل إنقاذ حوالي عشرين خزانة كاملة.
أتى المال من برلين «بسرعة مذهلة»، مقارنة بالإجراءات العادية لوزارة الخارجية، بحسب ما قال شترايدر؛ لأنهم «أدركوا أن الحاجة الملحة إلى المشروع كانت في أعلى مستوياتها.» وقع عقد لنقل أربعة آلاف مخطوطة «في ظروف غير مواتية» في مقابل 10 آلاف يورو، وبعد ثمانية أيام فقط من لقائهم الأول بشترايدر، عاد دياكيتي وحيدرة إلى السفارة لتسلم المال. سلمت الرزمة الكبيرة من عملات اليورو الورقية في خفاء في كيس بلاستيكي يحمل اسم أحد مخابز باماكو. ولم يسمح للقائمين على إجلاء المخطوطات بالحصول على إيصال تسلم. •••
عندما صدر أخيرا القرار بشأن المولد النبوي كان في هيئة رسالة قصيرة؛ إذ تذكر سانيه شريفي ألفا قائلا: «كتب أبو زيد رسالة يقول فيها إن الحجج التي قدمتموها صائبة حقا، ولكن ما دمنا هنا، فلن نقيمه.»
تذكر الإمام الأكبر قائلا: «أظهر لنا هذا بجلاء أنهم في الحقيقة لم يكونوا يريدون إقامة احتفال المولد النبوي.» قرر التمبكتيون ألا يضغطوا لفرض القضية، وطلب أئمة المدينة من السكان ألا يحتفلوا بالعيد. بحسب الإمام الأكبر، لم يشر إلى المخطوطات في أي مرحلة من النقاش: «لم نتكلم عن المخطوطات.»
إذا كان الإمام الأكبر وألفا مصيبين في تذكرهما للأحداث، فإنه لم يبد أن الجهاديين كانوا عازمين على إتلاف كل نسخ «القصيدة العشرينية» والمجموعات التي اشتملت عليها. كان أبو زيد قد نظم نقاشا شرعيا فقهيا، ثم انتظر حتى اللحظة الأخيرة قبل أن يلغي الاحتفال. ولكن لم يكن هذا هو الانطباع الذي تلقته ستولك. أخبرتها سافاما بأن جماعة أنصار الدين كانت قد حذرت المدينة في الثالث عشر من يناير من أن المولد النبوي «حرام» وأن الاحتفال به سيكون له «تداعيات». كان هذا دليلا على أن موقف المخطوطات «كان بالفعل بذلك القدر من الخطورة»، وأن عملية الإجلاء كانت مبررة.
كان القتال في وسط مالي في هذا الوقت يعني أن الطريق البري إلى باماكو كان قد صار خطيرا للغاية على معظم سائقي الشاحنات بحيث لم يكن يمكنهم العمل عليه. وحيث إنه كان لا يزال يوجد أعداد كبيرة من المخطوطات في تمبكتو، قرر حيدرة حينئذ أن ينقلها إلى القرى المحيطة بالمدينة. قال حيدرة: «في ذلك الوقت، أخرجوا كل شيء.» ثم أردف: «أخذوا كل ما كان موجودا إلى القرى الصغيرة القريبة من النهر في كابارا، وإيلوا، وهوندوبونجو ، وتويا.» قدمت دياكيتي سردا لهذه الخطوة بعد شهرين، في محاضرة لجمع التبرعات في جامعة أوريجون. قالت إنه كان وقتا ساعد فيه الماليون من كل الفئات على نقل المخطوطات إلى بر الأمان، بطريقة عفوية وبمخاطرة شخصية كبيرة:
Неизвестная страница