Беглецы книг Тимбукту: в поисках древнего города и гонка за
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
Жанры
غادر كاييه ساحل غينيا في التاسع عشر من أبريل، عام 1827، في لباس عربي، وهو يحمل معه مصحفا والمظلة الضرورية. ارتقى مستنقعات الملاريا إلى مرتفعات غينيا، وبذل جهدا جهيدا وهو يمر عبر الممرات الجبلية والوديان والسيول الزاخرة بالعواصف المدارية. استظل من الشمس تحت أشجار البومباكس الوارفة وأكل ثمار التمر الهندي ليدرأ الحمى التي كانت تهدده دوما بأن تباغته. وفي مرتفعات فوتاجلون، عبر نهر النيجر - وحتى هنا، بالقرب من منبعه، كان عرضه يبلغ مائتي ياردة - وبالقرب من كانكان نجا من محاولة مرشده اكتشاف أنه مسيحي. تفشت في قدميه جروح نازفة وأدت إصابته بالإسقربوط إلى تعرية سقف حلقه حتى صار عظمه مكشوفا، لكنه تعافى من ذلك. وواصل مسيره. وفي مارس من عام 1828 بلغ بلدة جني أو جينيه على نهر باني، حيث وجد قاربا يأخذه شمالا إلى نهر النيجر، ثم 250 ميلا أخرى إلى كابارا، مرفأ تمبكتو. وفي التاسع عشر من أبريل، من عام 1828، بعد مرور عام من انطلاقه في رحلته، كان أخيرا قد اقترب من غايته.
في الساعة الواحدة من بعد ظهر ذلك اليوم، كان يختبئ في قعر القارب عندما ناداه الطاقم ليخبروه أنهم يقتربون من كابارا، فسارع بالصعود إلى السطح. للوهلة الأولى لم يتمكن من رؤية أي شيء إلا مستنقع تغطيه طيور مائية؛ ثم ظهر المرفأ الصغير الذي يخدم تمبكتو، طافيا فوق خط الفيضان على تلة صغيرة. كانت المياه في النهر ضحلة للغاية بحيث لم تكن تسمح للقارب بأن يقترب؛ لذا ركب قاربا صغيرا جره العبيد عبر المياه الضحلة.
لم يكن المرفأ مثل لو هافر أو مرسيليا، لكن كان ثمة الكثير من الضجة حول كابارا. كان رصيف الميناء مزدحما برجال ونساء يحملون البضائع جيئة وذهابا، بينما أخذ نجارو السفن يعملون على إصلاح قوارب صغيرة كانت قد نقلت إلى الشاطئ. كانت شوارع المدينة الضيقة نفسها مليئة بصخب أناس يبيعون السمك، واللبن، وجوز الكولا، والفستق، بينما أخذت مجموعات متتابعة من الحمير والجمال تمر باستمرار، تحمل البضائع إلى تمبكتو. كان ذلك اليوم هو اليوم الأخير من شهر رمضان، وعند الغسق عجت المدينة بالرقص والاحتفالات.
في الساعة الثالثة والنصف من عصر اليوم التالي، انضم كاييه إلى قافلة صغيرة كانت تتجمع على الطريق إلى تمبكتو.
كان الطريق شمالا أبيض برمال لامعة ناعمة جدا حتى إنها جعلت السير عليها صعبا. مر الطريق ببحيرات غير متوقعة كانت ضفافها مكسوة بغزارة بالنباتات، وعبر غابة قزمة من النخيل وشجيرات الميموزا وصمغ الأكاسيا. وطيلة معظم الرحلة كانوا يتبعهم رجل من الطوارق كان على صهوة جواد بديع وكان هذا الرجل قد نظر إليه نظرات متفحصة وسأل سائقي القافلة عن الجهة التي جاء منها، لكن الفارس فقد اهتمامه بعد أن أخبروه أن كاييه كان مصريا فقيرا. وعلى بعد ميلين ونصف الميل على المسار، في منتصف الطريق بين كابارا وتمبكتو، بلغوا موضعا اشتهر بأنه كانت ترتكب فيه جرائم القتل وكان يعرف باسم «لا يسمعون»؛ لأنه من ذلك الموضع لم تكن صيحات الاستغاثة تسمع في أي من المدينتين. مضت القافلة آمنة عبره. وبعد مسيرة ميلين آخرين، كانت الشمس في الأفق عندما صعد المسار كثيبا رمليا قاحلا. وأخيرا، من فوق قمته، استطاع كاييه أن يبصر مقصده.
كانت المدينة أمامه منبسطة ومنخفضة، ممتدة بين سماء هائلة وصحراء شاسعة. كتب رحالة لاحق عن بلوغ هذه البقعة: «لا شيء ينقص من المشهد الشاسع الذي يضيئه الوهج النابض لشمس الصحراء القوية.» وأردف: «حقا إنها متوجة في الأفق بجلال ملكة. إنها بالفعل مدينة الخيال، تمبكتو التي حكت عنها الأسطورة الأوروبية.» استحوذ الانفعال على كاييه:
الآن رأيت عاصمة بلاد السودان هذه، وصار ما كان لأمد طويل موضع أمنياتي في متناولي. لدى دخولي هذه المدينة الغامضة، التي هي موضع فضول وبحث أمم أوروبا المتحضرة، شعرت برضا لا يوصف. لم أشعر من قبل بمشاعر مماثلة وكانت نشوتي مفرطة.
لم يكن بوسعه أن يشاطر فرحه مع الآخرين خوفا من أن تنكشف هويته. وبدلا من ذلك شكر ربه في صمت؛ فقد بدت العقبات والأخطار مستعصية، لكن بحفظ الرب ورعايته حقق ما كان يطمح إليه.
ولكن عندما اقترب أكثر، بدأت حماسته تتلاشى. لم تكن تمبكتو رائعة بقدر ما كان يتوقع:
لم تكن المدينة، لأول وهلة، سوى كتلة من المنازل القبيحة المنظر، المبنية من الطين. لم يكن ثمة ما يرى في كل الاتجاهات سوى سهول هائلة من رمال متحركة ذات لون أبيض مصفر. كانت السماء بلون أحمر شاحب على امتداد الأفق: اكتست الطبيعة كلها بمظهر كئيب، وساد سكون عميق للغاية؛ فلم يكن يسمع حتى صوت تغريد طائر.
Неизвестная страница