Беглецы книг Тимбукту: в поисках древнего города и гонка за
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
Жанры
في هذا الوقت كان بانكس قد صار مسنا. كان بدينا ومصابا بالنقرس وأمضى ساعات استيقاظه على كرسي متحرك، ومع ذلك استمر في رئاسة الجمعية الملكية حتى وفاته، التي حدثت في التاسع عشر من يونيو من عام 1820. استغرق الأمر ستة أعوام أخرى قبل أن يصل مستكشف أوروبي أخيرا إلى تمبكتو.
الفصل الخامس
القاعدة تهب للإنقاذ
أبريل 2012
مع شروق شمس يوم الإثنين جاء موكب جديد من السيارات من الشرق. وتقدم على طول الشارع الرملي الذي امتد مارا بمنزل إسماعيل، واصطبغت ألوان الصحراء القاتمة بألوان شاحنات التويوتا، وعلى كل منها مدفع رشاش محمول في الخلف إلى جانب حفنة من الرجال الذين أخذوا يتمايلون. وعلى خلاف السيارات التي كان إسماعيل قد رآها في اليوم السابق، سلكت هذه السيارات الطريق بتأن. وأثناء مرورها استطاع أن يرى أنه بدلا من أن ترفع راية الحركة الوطنية لتحرير أزواد ذات الألوان المتعددة حملت أعلاما سوداء منقوشا عليها باللون الأبيض حروف عربية. مضى القادمون الجدد إلى معسكر الجيش وأوقفوا سياراتهم عند راية الحركة الوطنية لتحرير أزواد ذات الألوان المتعددة وأحرقوها قبل أن يستبدلوا بها علمهم المستطيل الأسود. كان مكتوبا على أعلامهم «لا إله إلا الله».
بحلول الساعة العاشرة صباحا رن هاتف جانسكي. كانت مجموعة من القادمين الجدد قد توقفت أمام المسجد بالقرب من نصب شعلة السلام عند الطرف الشمالي الغربي للمدينة، حسبما قيل له، لذا ركب سيارته ليذهب ليرى من كانوا. سالكا الطريق الدائري مر بمجموعة من قادة المتمردين يقودون عرباتهم في الاتجاه الآخر. رن هاتفه مجددا. كانت مجموعة أخرى قد وصلت عند المستشفى. فاتجه جنوبا.
كان من شأن قائمة الجهاديين الذين وصلوا إلى تمبكتو في ذلك اليوم أن تمثل عددا من أهم «المجرمين المطلوبين» على مستوى العالم. كانت تضم اثنين من كبار قادة تنظيم القاعدة: يحيى أبو الهمام، «أمير إمارة الصحراء»، ومختار بلمختار، أمير كتيبة الملثمين في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. كان كلاهما في العقد الرابع من عمرهما، وكانا من قدامى المحاربين في الحرب الأهلية الجزائرية وكان قد حكم عليهما بالإعدام غيابيا، وبحلول عام 2015 ستوضع مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على أي منهما أو قتله. كان يشاع أن الهمام كان متورطا في قتل رهينة فرنسية في الثامنة والسبعين من عمره في النيجر، بينما كان بلمختار - الذي كان من قدامى المحاربين في أفغانستان والذي عرف بمجموعة من الألقاب المتنوعة التي تشمل «الأعور» و«صعب المنال » - مطلوبا في سلسلة من جرائم القتل والخطف.
لكن هذين الرجلين سيلعبان أدوارا ثانوية في مستقبل المدينة، مقارنة برجلين آخرين وصلا إلى تمبكتو في ذلك اليوم: عبد الحميد أبو زيد وإياد آغ غالي. كان أبو زيد هو الآخر من قدامى المحاربين في الحرب الجزائرية، وكان أكبر سنا من الآخرين، وأكثر ما كان يميزه هو قصر قامته: كان طوله حوالي خمسة أقدام. كان «الأمير القصير» نجما صاعدا في تنظيم القاعدة لبلاد المغرب الإسلامي بفضل الأموال التي كان قد اكتسبها من عمليات الخطف، مما أدى إلى أن يحصل التنظيم على ملايين اليوروات. وقيل إنه يحتفظ بأمواله مدفونة في مكان سري في الصحراء، وإنه شوهد وهو يدفع لمقاتليه أجورهم بأوراق نقدية جديدة من عملة اليورو. وربما يكون أبو زيد قاسيا لا يرحم - في عام 2009 قتلت كتيبة الجهاديين التابعة له رجلا بريطانيا، هو إدوين داير، الذي كان قد وقع في الأسر بالقرب من تمبكتو - وأينما كان يذهب، كان رهائنه الغربيون يربطون بالقرب منه. وعلى الرغم من ثرائه عاش حياة تقشف، وكجهادي صالح كان يحمل بندقيته الكلاشينكوف في جميع الأوقات. كان يتكلم بهمهمة قيل إنها مستوحاة من نبرة بن لادن الناعمة. وكان يشرب الكوكاكولا ويستمتع باللبن الممزوج بالأرز والبلح.
أما آغ غالي فكان من نفس عشيرة الطوارق التي كان منها محمد آغ ناجم. ومثل آغ ناجم. كان قد انضم إلى عسكر القذافي في ريعان شبابه لكنه عاد إلى مالي في ثمانينيات القرن الماضي ليشق طريقه العملي كأحد الثوار. كانت له لحية سوداء ووجه طفولي، ومع أنه فيما مضى كان يستمتع بالويسكي والموسيقى، أصبح منذ ذلك الحين متطرفا. ذكر دبلوماسي أمريكي في تحليل له أنه ألقى بظلال كئيبة على شمال البلاد وكان يعاود الظهور «مثل القرش الرديء الذي يضرب به المثل» ليأخذ حصته كلما دفعت فدية. كانت قدرته على أن يلعب كلا الدورين خرافية: أرسلته الحكومة المالية ذات مرة ممثلا لها في المملكة العربية السعودية، لكنه طرد لصلاته بتنظيمات دينية متطرفة. وعندما رفض عرضه لقيادة الحركة الوطنية لتحرير أزواد، استحدث جماعة جهادية جديدة تسمى أنصار الدين، وأدت هذه الجماعة دور جناح محلي لتنظيم القاعدة. في ذلك اليوم، كان في تمبكتو لاختطاف انتصار الحركة الوطنية لتحرير أزواد.
في الساعة الثامنة صباحا، ذهب القاضي لرؤية زميل له، وقررا أن يذهبا إلى المدينة على دراجة القاضي البخارية الصغيرة لمعرفة ما يحدث. في السوق الصغير شاهدا شاحنتي تويوتا تتوقفان بجوار مسجد صغير. كانت كل واحدة منهما مكدسة برجال مسلحين يضعون عمائم تنحدر أذيالها إلى خصورهم، وفي الشاحنة الأمامية كان يوجد رجل ذو أسنان لامعة مميزة ولحية مصبوغة بالحنة والذي تعرف عليه القاضي بأنه عمر ولد حماها. كان حماها، الذي كان معروفا لمعظم الأشخاص باسم «ذو اللحية الحمراء»، من أهل تمبكتو وقائدا جهاديا.
Неизвестная страница