Беглецы книг Тимбукту: в поисках древнего города и гонка за
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
Жанры
إنني مدرك تمام الإدراك أنني إن لم تطأها قدمي، فإن العالم سيظل جاهلا بها [تمبكتو] ... كما أنني لا أبدي أي تأكيد مزهو باطل حين أقول إنه لن تطأها قدم مسيحية بعدي.
حقق لينج طموحه الكبير بعد ذلك بستة أسابيع، بدخوله تمبكتو في الثالث عشر من شهر أغسطس من عام 1826. ثم حدث أمر غريب جدا؛ لم يرد منه أي أخبار.
لمدة خمسة أسابيع لم يرسل كلمة واحدة عن وصوله إلى القنصل. لم يكتب مجددا إلا في الحادي والعشرين من سبتمبر، ثم لم يزد طول رسالته عن خمسمائة كلمة. كان لا يزال يمسك بالقلم في يده اليسرى، وخطه الآن متشنج ومتوتر. أخبر القنصل بأن حياته مهددة، وأنه يتعجل المغادرة:
ليس لدي وقت لأقدم لك روايتي عن مشاهداتي في تمبكتو، لكنني سأذكر بإيجاز أنه من كل ناحية عدا الحجم (الذي لا يتعدى محيط أربعة أميال) أنها قد أوفت بتوقعاتي بالكامل ... لقد كنت مشغولا أثناء إقامتي، أفتش في السجلات الموجودة في المدينة، وهي وفيرة، وأتحصل منها على معلومات من كل نوع، ولن يكون مرضيا بأي درجة مقبولة أن أقول إن مثابرتي قد أجزيت بسخاء.
في اليوم التالي لكتابته لهذه الرسالة، غادر لينج تمبكتو وخرج من سجلات التاريخ. بعث القنصل بالرسالة الأخيرة إلى لندن مع مذكرة تمهيدية تزعم تحقيق انتصار من نوع ما؛ إذ كانت «أول رسالة على الإطلاق تكتب من ذلك المكان على يد رجل مسيحي»، ولكن من ناحية تقديم معلومات عن هدف عظيم للجغرافيا الأوروبية، كانت رحلة لينج الاستكشافية فاشلة. لو أن تمبكتو كانت قد أوفت بتوقعاته «بالكامل »، فأين هي التفاصيل؟ الأمر الأكثر مدعاة للحيرة كان تأكيد لينج بأنه كانت توجد «سجلات وفيرة في المدينة»، والتي تحصل منها على «معلومات من كل نوع.» ما نوع السجلات الذي يمكن أن يسترعي انتباه رجل عسكري؟ وكيف تكون ذات نفع للحكومة البريطانية؟ •••
بعد قرنين تقريبا، من الجلي أن «السجلات الموجودة في المدينة» كانت كثيرة، وكان معظمها من النصوص العربية المعروفة حاليا إجمالا باسم «مخطوطات تمبكتو». تتسم مخطوطات المدينة، التي يبدو أن لينج كان أول أوروبي تقع عيناه عليها، بأنها كثيرة العدد لدرجة أنه لا أحد يعرف بالضبط عددها، وإن كان يعتقد أن عددها يبلغ عشرات أو حتى مئات الآلاف. وهي تحتوي على بعض من أقيم المصادر المكتوبة لما يطلق عليه العصر الذهبي لتمبكتو في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وإمبراطورية سونجاي التي كانت المدينة جزءا منها. اعتبر الخبراء تلك المخطوطات المكافئ الأفريقي لمخطوطات البحر الميت أو للوثائق الأنجلوساكسونية، والتي تعد بمنزلة دليل على تاريخ القارة المكتوب النابض بالحياة.
في عام 2012 بدا أن ذلك التاريخ معرض للتهديد. فبعد انقلاب في جنوب مالي، سيطر على تمبكتو مقاتلو تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. بدأ الجهاديون يهدمون أضرحة أولياء المدينة الصوفيين التي يبلغ عمرها عدة قرون هدما منهجيا. وفي الثامن والعشرين من يناير من عام 2013، أعلن عمدة تمبكتو للعالم أن كل مخطوطات المدينة القديمة قد أحرقت هي الأخرى.
أتذكر صباح ذلك اليوم جيدا. كنت في ذلك الوقت أعمل محرر أخبار دولية في صحيفة «ذا جارديان»، وكان لمالي وقع خاص عندي. فقبل ذلك بسنوات كثيرة، وأنا في الثامنة عشرة من عمري، فكرت في السفر بالسيارة عبر الصحراء الكبرى. ادخرت المال، واشتريت سيارة لاند روفر قديمة، وانطلقت من يوركشاير مع صديق لي، مسافرا عبر المغرب والجزائر إلى مالي، التي وصلت إليها في ربيع عام 1987. كانت مدينة عقلحق الصحراوية هي علامة نهاية رحلة العبور، أي، بمنزلة ذروة رحلتنا، وما إن وصلنا إلى هناك حتى تكونت لدينا فكرة جديدة. ماذا لو قايضنا السيارة المتهالكة بثلاثة جمال أو أربعة وركبناها إلى تمبكتو؟ وهذه هي القصة التي سنرويها! عثرنا على بائع وتفاوضنا معه طيلة أسبوع، ولكن بما أنه لم يستطع إلا أن يقدم إلا جملا واحدا صغيرا، تخلينا عن الخطة وتابعنا المضي جنوبا. بعت السيارة في جاو، عاصمة سونجاي القديمة، وسافرت إلى بوركينا فاسو وكوت ديفوار ثم سافرت عائدا إلى الوطن. لم أكن قد وصلت إلى تمبكتو، لكنني أغرمت بحب فكرة السفر عبر الصحراء. عدت إلى الصحراء الكبرى في عام 1989 بسيارة مختلفة، ولكنها لم تكن موثوق فيها بما يكفي للمخاطرة بقيادتها إلى مالي. مرة أخرى، ظلت مدينة الثلاثمائة والثلاثة والثلاثين وليا بعيدة المنال على نحو مشوق.
في يوليو من عام 2012، شاهدت، بغضب وحزن، المشاهد المصورة للجهاديين وهم يهدمون آثار تمبكتو. في يناير من العام التالي، عندما قيل لمراسلنا إن الثوار قد أحرقوا النصوص التاريخية للمدينة، كنا سباقين إلى نشر الخبر على الطبعة الإلكترونية على الإنترنت لصحيفة «ذا جارديان». بعدها بأيام، أصبح واضحا أن المخطوطات لم تكن مع ذلك قد أتلفت؛ في حقيقة الأمر، كانت قد هربت إلى بر الأمان على يد رجال مكتبات المدينة. أصبحت شغوفا بتفاصيل هذه العملية. بدا لي أنها تكرار لحبكة لرواية روبرت كرايتون الهزلية «سر سانتا فيتوريا»، التي ينقذ فيها سكان بلدة توسكان الصغيرة مليون زجاجة من الخمر من النازيين الذين كانوا ينهبون البلدة. غير أن الأمر كان أفضل من ذلك بكثير؛ فالكنز في تمبكتو كان أكثر أهمية للغاية؛ والأكثر من ذلك، أن عملية الإجلاء هذه كانت حقيقية. استقلت من عملي، مصمما على أن أحول هذه القصة إلى كتاب.
ذكر بروس تشاتوين ذات مرة أن هناك مدينتين تحملان اسم تمبكتو. إحداهما هي المكان الحقيقي، مدينة منهكة تعبرها القوافل حيث ينعطف نهر النيجر نحو الصحراء الكبرى. أما الأخرى فأروع بكثير، وهي مدينة أسطورية في أرض خيالية، تمبكتو التي في الأذهان. خططت أن أقدم عرضا لمدينتي تمبكتو هاتين باتباع مسارين بالتناوب: مسار نضال الغرب لعدة قرون للعثور على المدينة، وغزوها، وفهمها؛ ومسار المحاولة المعاصرة لإنقاذ مخطوطاتها وتاريخها من التدمير. سيستكشف السرد الأول دور الأسطورة في تشكيل رؤيتنا لتمبكتو؛ أما الثاني فسيروي حكاية الاحتلال والإجلاء.
Неизвестная страница