فالقراءة بالتثقيل يؤيدها قوله تعالى قبل ^ وما هم بمؤمنين ^ فهذا إخبار بأنهم يكذبون
والقراءة بالتخفيف يؤيدها أن سياق الآيات إنما هي إخبار بكذبهم والتوعد بالعذاب الأليم متوجه على التكذيب وعلى الكذب في مثل هذه النازلة إذ هو منطو على الكفر وقراءة التثقيل أرجح
< <
البقرة : ( 11 ) وإذا قيل لهم . . . . .
> > و ^ إذا ^ ظرف زمان وحكي عن المبرد أنها في قولك في المفاجأة خرجت فإذا زيد ظرف مكان لأنها تضمنت جثة وهذا مردود لأن المعنى خرجت فإذا حضور زيد فإنما تضمنت المصدر كما يقتضيه سائر ظروف الزمان ومنه قولهم اليوم خمر وغدا أمر فمعناه وجود خمر ووقوع أمر والعامل في ^ إذا ^ في هذه الآية ^ قالوا ^
وأصل ^ قيل ^ قول نقلت حركة الواو إلى القاف فقلبت ياء لانكسار ما قبلها
وقرأ الكسائي قيل وغيض وسيء وسيئت وحيل وسيق وجيء بضم أوائل ذلك كله
وروي مثل ذلك عن ابن عامر
وروي أيضا عنه أنه كسر غيض وقيل وجيء الغين والقاف والجيم حيث وقع من القرآن وضم نافع من ذلك كله حرفين سيء وسيئت وكسر ما بقي
وكان ابن كثير وعاصم وأبو عمرو وحمزة يكسرون أوائل هذه الحروف كلها والضمير في ^ لهم ^ هو عائد إلى المنافقين المشار إليهم قبل
وقال بعض الناس الإشارة هنا هي إلى منافقي اليهود
وقال سلمان الفارسي رضي الله عنه في تفسير هذه الآية لم يجى ء هؤلاء بعد ومعنى قوله لم ينقرضوا بل هم يجيئون في كل زمان
و ^ لا تفسدوا في الأرض ^ معناه بالكفر وموالاة الكفرة و ^ نحن ^ اسم من ضمائر المرفوع مبني على الضم إذ كان اسما قويا يقع للواحد المعظم والاثنين والجماعة فأعطي أسنى الحركات
وأيضا فلما كان في الأغلب ضمير جماعة وضمير الجماعة في الأسماء الظاهرة الواو أعطي الضمة إذ هي أخت الواو ولقول المنافقين ^ إنما نحن مصلحون ^ ثلاث تأويلات
أحدها جحد أنهم مفسدون وهذا استمرار منهم على النفاق
والثاني أن يقروا بموالاة الكفار ويدعون أنها صلاح من حيث هم قرابة توصل
< <
البقرة : ( 12 ) ألا إنهم هم . . . . .
> > والثالث أنهم مصلحون بين الكفار والمؤمنين فلذلك يداخلون الكفار
و ^ ألا ^ استفتاح كلام وإن بكسر الألف استئناف و ^ هم ^ الثاني رفع بالابتداء و ^ المفسدون ^ خبره والجملة خبر إن ويحتمل أن يكون فصلا ويسميه الكوفيون العماد ويكون ^ المفسدون ^ خبر إن فعلى هذا لا موضع ل ^ هم ^ من الإعراب ويحتمل أن يكون تأكيدا للضمير في أنهم فموضعه نصب ودخلت الألف واللام في قوله ^ المفسدون ^ لما تقدم ذكر اللفظة في قوله ^ لا تفسدوا ^ فكأنه ضرب من العهد ولو جاء الخبر عنهم ولم يتقدم من اللفظة ذكر لكان ألا إنهم مفسدون
قاله الجرجاني
قال القاضي أبو محمد وهذه الألف واللام تتضمن المبالغة كما تقول زيد هو الرجل أي حق الرجل فقد تستغني عن مقدمة تقتضي عهدا و ^ لكن ^ بجملته حرف استدراك ويحتمل أن يراد هنا لا يشعرون أنهم مفسدون ويحتمل أن يراد لا يشعرون أن الله يفضحهم وهذا مع أن يكون قولهم ^ إنما نحن مصلحون ^ جحدا محضا للإفساد
Страница 93