Мухаммад Икбал
محمد إقبال: سيرته وفلسفته وشعره
Жанры
وقال محمد عاكف: إن صديقا - وأحسبه سفير تركيا في أفغانستان يومئذ - أرسله إلي. فأقبلنا على الديوان نقرأ معا فنعجب بالفكر والشعر، وننتقل في روضة أنف تلقى العين والنفس بهجتها من النوار والزهر، مختلف الألوان والأشكال، مؤتلف الرونق والجمال.
عرفت إقبالا في كلامه يومئذ، ولكنها معرفة من قرأ قليلا من كلامه، غير خبير بعباراته. ولا عارف بإشاراته ولا مدرك فلسفته ومذاهبه ودعوته ومقاصده.
ولا تزال نسخة پيام مشرق التي أعارني إياها الصديق محمد عاكف عندي عليها علاماته في مواضع الإعجاب. أو مواضع السجود من الشعر كما قال الفرزدق،
1
وهي عند ذكرى اللقاء الأول، لقاء إقبال في ديوان رسالة المشرق، وذكرى شاعر الإسلام محمد عاكف.
ثم أهدى إلي أحد مسلمي الهند - وقد عرف حبي إقبالا وحرصي على الاستزادة من كلامه - المنظومتين: أسرار خودي ورموز بي خودي. فرأيت فيهما أسلوبا بدعا من الفلسفة التي سماها فلسفة خودي «الذاتية»، وطريقة عجبا في الشعر، ومذهبا معجبا في التأليف بين مذهبه وبين الإسلام؛ عقائده وفلسفته وحضارته وتاريخه. وما زال أصحابي في بلاد العرب والعجم يتحفونني بما تناله أيديهم من دواوين إقبال، فأزداد معرفة به وإعجابا وحبا وغراما.
وشرعت أنشر ترجمة منثورة لشعره في مجلة الرسالة. ولا أدري كم واليت نشر قطع من شعر إقبال وعرفت به. وقد دعيت قبل وفاة الشاعر ببضع سنين وأنا في مدينة الإسكندرية إلى التحدث عنه. وكان الأدباء في بلاد العرب عرفوه بي، وعرفوني به. فتحدثت بما راع السامعين من فلسفة الشاعر وشعره.
وشرعت سنة 1936م أنظم منظومة سميتها اللمعات، وأهديتها إلى إقبال ونشرت مقدمتها في مجلة الرسالة.
2
وكان من سعادة الجد وغبطة العين والقلب، أن قدم إقبال مصر في طريقه إلى المؤتمر الإسلامي الذي اجتمع في المسجد الأقصى سنة 1931م.
Неизвестная страница