Мухаммад Икбал
محمد إقبال: سيرته وفلسفته وشعره
Жанры
ويتصل بهذه الخطبة خطبته في المؤتمر الإسلامي حينما تولى رياسة اجتماعه السنوي سنة 1932. قال فيها:
أنا لا أقبل الوطنية كما تعرفها أوروبا، وليس إنكاري إياها خوفا من أن تضر بمصالح المسلمين في الهند، ولكن أنكرها لأني أرى فيها بذور المادية الملحدة، وهي عندي أعظم خطرا على الإنسانية في عصرنا.
لا ريب أن الوطنية لها مكانها وأثرها في حياة الإنسان الأخلاقية، ولكن العبرة في الحقيقة بإيمان الإنسان وثقافته وسننه التاريخية. هذه هي في رأيي الأشياء التي تستحق أن يعيش لها الإنسان ويموت من أجلها، لا بقعة الأرض التي اتصلت بها روح الإنسان اتفاقا.
وفي هذا توكيد لما قال من قبل عن مقومات الأمم في خطبته سنة 1930. وكتب إقبال إلى محمد علي جناح رئيس الرابطة الإسلامية الملقب القائد الأعظم سنة 1937، فقال فيما قال:
إن خير وسيلة إلى السلام في الهند في هذه الأحوال أن تقسم البلاد على قواعد جنسية ودينية ولغوية.
كان إقبال أول من دعا إلى أن تقسم الهند فيكون للمسلمين بها موطن يخصهم؛ إذ رأى محالا أن يعيش سكان الهند جماعة واحدة أو جماعتين متعاونتين.
وكانت هذه، في رأي الناس، دعوة عجيبة لقيها بعضهم بالتعجب والسخرية، ورآها بعضهم حلم رجل مجنون. •••
واشترك إقبال في مؤتمر الطاولة المستديرة سنة 1931 و1932 في لندن، وكان المؤتمر ينظر في دستور جديد للهند. وكان لأقواله وأعماله أثر بين في أعمال المؤتمر. وقد مر في سفره بروما وأقام بالقاهرة أياما.
وقد احتفلت بمقدمه جمعية الشبان المسلمين وشهدت الاحتفال. ودعاني أستاذي الشيخ عبد الوهاب النجار رحمه الله - وكان وكيل الجمعية - إلى أن أعرف الحاضرين بالضيف العظيم. فتكلمت على قدر معرفتي بإقبال يومئذ، وأنشدت بعض ما تذكرت من شعره. وأذكر أني أنشدت أبياتا من ديوانه رسالة المشرق.
وألقى هو محاضرة باللغة الإنكليزية تكلم فيها عن تطور الفكر الإسلامي أو في موضوع قريب من هذا. ولا أزال أتمثله قائما يتدفق في بيانه ويروع بعلمه وفكره. وقلت له بعد المحاضرة: ليس في وسعي أن أنشد شعرك أحسن مما أنشدت. فقال: أنشدت إنشادا صحيحا.
Неизвестная страница