Мухаммад Икбал
محمد إقبال: سيرته وفلسفته وشعره
Жанры
وليت شعري أعنى إقبال بهذه الزيارة أن يبين أنه على العهد لم يغيره السفر إلى أوروبا، ولم يرعه ما رأى فيها وما سمع، ولم تفتنه فتنتها ولا سحرته حضارتها؟ والحق أنه نظر واعتبر، وملك عقله وقلبه.
بلغ إقبال لاهور في السابع والعشرين من حزيران سنة 1908 واحتفل كثير من أهل لاهور بعودته بعد غيبة ثلاث سنين، وتعددت المجامع للترحيب بعود الرجل النابغ الذي افتقده أصحابه والمعجبون به زمنا طويلا، وأنشدت في هذه المجامع قصائد جاء في واحدة منها بيت معناه:
طال حنيننا إلى شعرك يا من طبق الآفاق صيته في الشعر.
وفي هذا دلالة على أن الناس كانوا ألفوا أن يقرءوا شعر إقبال في الفينة بعد الفينة، فافتقدوه في هذه الفترة، وعلى أن إقبالا كان له صيت في الشعر قبل سفره إلى أوروبا. (1) في المحاماة
نال إقبال إجازة المحاماة في لندن، وهو اليوم في لاهور يمتهن المحاماة. وكان لإقبال من ذكائه وعلمه وبيانه ما يؤهله لأن يبلغ في المحاماة أعلى الدرجات، ولكن الرجل خلق لغيرها، ورشح لما هو أجل وأعلى. وإنما أراد بها كسب الكفاف ليفرغ للرسالة التي حملها في هذه الحياة، الرسالة التي تنطق بها فلسفته وسيرته وشعره ونثره.
وحدثت أنه كان يسأل وكيله كم عندك؟ فإن عرف أن عنده ما ينفق منه إلى آخر الشهر لم يرغب في قبول قضايا حتى الشهر التالي، وأنه كان لا يقبل وكالة في قضية حتى يعلم أن وكيله محق في القضية التي يوكله فيها، وأنه يستطيع أن يأخذ له حقه.
وقد داوم على المحاماة حتى سنة 1934م قبل وفاته بأربع سنوات إذ اضطره المرض إلى تركها.
وسئل مرة ألم ينسه عمله الكثير يوما قضية من قضاياه. فقال: كنت في مكتبة المحكمة فجاءني أحد موكلي يخبرني أن قضيته أمام القاضي. قلت إن لقضيتك يوما آخر. ولكنه ألح علي أن أذهب معه إلى قاعة القضاء. فقلت للقاضي : إن لقضية الرجل موعدا آخر. فنظر القاضي في الأوراق فتبين أن القضية قدمت إليه خطأ قبل موعدها.
وفي هذه القصة دلالة على أن الشاعر الفيلسوف السياسي لم يشغله الشعر والفلسفة والسياسة عن قضاياه ومواعيده. (2) في التعليم
رجع إقبال إلى التدريس في كلية الحكومة التي تخرج فيها، والتي درس بها من قبل، فعلم الفلسفة والأدب العربي والأدب الإنكليزي. وكان راتبه منها خمسمائة روبية.
Неизвестная страница