Мухаммад Али Джиннах

Аббас Махмуд Аль-Аккад d. 1383 AH
64

Мухаммад Али Джиннах

القائد الأعظم محمد علي جناح

Жанры

ودعيت إلى وليمة أخرى في القصر فاستطرد الحديث إلى الكلام عن البلاد الألمانية، وراح اللورد ريدنج يقص شيئا من ذكرياته أيام التلمذة هناك، ثم قال: إنني مشوق إلى زيارة تلك البلاد وأخشى ألا أستطيع، قالت السيدة جناح: «ولمه؟» فعاد اللورد ريدنج يقول: «إن الألمان اليوم لا يحبوننا، وهم نافرون منا بعد الحرب، وفي الزيارة حرج على الإنجليزي الذي يذهب إليهم ...» قالت على الأثر في شيء من شيطنة الشباب: «عجبا! وكيف إذن حضرت إلى الهند في هذه الأيام؟»

موت زوجته

وسعد الزوجان على غير الشائع عن زواج الحب أو زواج التفاوت بين الزوجين في السن والعقيدة والنشأة الاجتماعية، ورزقا بنتا سمياها «فينا» ... ثم نكب البيت السعيد بموت ربته وهي دون الثلاثين، وحار جناح في تربية الطفلة الصغيرة فأبقاها عند جدتها لأمها، فادخرت له الصروف فيها نكبة نكأت جرحه الذي لم يندمل بعد نكبته في أمها، فإنها نمت في بيئة زردشتية، فتزوجت من أحد أبناء ملتها على الرغم من تحذير أبيها، وانقطعت الصلة بينه وبين الفتاة بقية حياته.

وقد أوغلت النكبة في قلب الرجل العظيم إيغالا أوشك أن يكون مميتا، ولكنه لم يسمع شاكيا ولا متضجرا ولم يشاهد واجما ولا متوانيا في مهمته القومية، وكل ما تغير منه بعد النكبة أنه أفرط في التدخين، وأنه راح يغرق آلامه في متاعبه السياسية ومساعيه القومية، فاتخذ من النكبة القاصمة مصلحة له ولقضية بلاده، وخلق من الحزن دافعا يضاعف القوة، وأبى عليه أن يثقل همته فيضعفه ويفت في عضده.

ومن المصادفات التي قل أن تتوارد في حياة زعيم كما تواردت في حياة جناح؛ أن الوقت الذي ودع فيه برنامج الوحدة هو الوقت الذي انتهت فيه آية الوحدة في بيته وأسرته، فلم تكن سياسته بعد سنة 1929 التي توفيت فيها زوجته إلا تباعدا مستمرا عن فكرة الوحدة، واقترابا مستمرا من برنامج التقسيم والفصل بين الدولتين، وقد عن لبعضهم أن الحادثين مرتبطان - حادث الأسرة وحادث السياسة الهندية - ولو لم تكن الحوادث السياسية في إنجلترا وفي الهند وفي العالم كافية لتفسير برنامج الانقسام؛ لأمكن القول بأن انقضاء الزواج بين الزعيم المسلم والفتاة الزردشتية كان له شأن في التعجيل، إن لم يكن في التعديل والتحويل، ولكن الخوالج النفسية التي تتعاور النفس في أمثال هذه الأحوال عودتنا أن تكون الذكرى بعد الموت أقوى من العلاقة الحية، فلو قيل: إن ذكرى القرينة المحبوبة كانت هي الآصرة المتجددة بينه وبين السلالات الأخرى بعد موتها؛ لكان هذا أحرى بالقبول من القول على أثر الوفاة في تفاقم سياسة الانفصال، فضلا عن أن الزوجة كانت مسلمة وعاشت مع قرينها مسلمة لا تثنيه عن شيء في أعماله السياسية.

أخلاق جناح

والقول في أخلاق جناح كالقول في حياته الخاصة، فما كانت له أخلاق بين الأقلين تغاير أخلاقه بين الأكثرين، وما كان دأبه في معاملة أعضاء الهيئات الحزبية أو الحكومة يخالف دأبه في معاملة كاتبه أو ضيفه في بيته.

صراحته هنا هي صراحته هناك، واستقلاله في رأيه هو استقلاله في ذوقه، ونزاهته هي حيث كان.

وقد وصفه عارفوه، شخصيا وسياسيا، فتكلموا عنه بلسان واحد يصدق على الحالتين.

قال الدكتور ريدي

Неизвестная страница