Мухаммад Али Джиннах
القائد الأعظم محمد علي جناح
Жанры
إلا أن سنة 1915 في الواقع قد دخلت بالسياسة الهندية عامة في طور غير طورها الذي استقامت عليه إلى ما قبل الحرب العالمية الأولى، ومرجع هذا التحول إلى حادث شخصي وحادث عالمي في وقت واحد.
فالحادث الشخصي هو وفاة الزعيم جوكهيل الذي كان مناط الثقة بقضية الوحدة عند الجميع، والحادث العالمي هو شيوع الكلام عن حقوق الأمم المحكومة أثناء الحرب العالمية وبعدها، فقد كانت السلطة العظمى أو السلطة العليا كلها في أيدي الحكام الإنجليز قبل نشوب الحرب العالمية، فكان الاتفاق على مكافحتها غير عسير، وكان التنازع على الحقوق التي لا وجود لها أمرا من الأمور التي لا تلجئ الضرورات العاجلة إلى حلها والبت فيها، فلما بدأ البحث في تنظيم الحقوق الوطنية بدأ البحث في ضمانات تلك الحقوق، وبدأ التشدد هنا والحذر هناك.
ولهذا يمكن أن يقال إن المرحلة الأولى في حياة جناح العامة قد انتهت سنة 1915، وإن اليقين بإمكان العمل على خدمة الهنود جميعا في هيئة واحدة هي هيئة المؤتمر قد تزعزع منذ تلك السنة، ثم نشأت المرحلة الثانية التي انعقدت فيها النيات والعزائم على استقلال الباكستان، ولكنها لم تنشأ دفعة واحدة منذ الخطوة الأولى، فقد بقي جناح بين الحربين العالميتين يحاول التوسط على عادته في «المدرسة المعتدلة» ويعتقد أن خدمة الهند جميعا مستطاعة بالتوفيق بين الهيئتين، وأن الاتفاق على الضمانات المتبادلة يرضي البرهميين ويرضي المسلمين، ولكن الحرب العالمية الثانية قد أوشكت أن تقيم الحكم الهندي في مكانه على مدى سنوات معدودات، فتحول البحث من الاتفاق على مقاومة المستعمر إلى الاتفاق على قواعد الحكم الوطني وضماناته، فتبين مع الزمن أن الاتفاق على الفروض أيسر من الاتفاق على الحقيقة، كلما اقتربت من الواقع الماثل للعيان.
الثقة
صفة لا غنى عنها
الصفات التي لا بد منها لنجاح الزعماء كثيرة تتنوع على حسب القضايا التي يخدمونها، وعلى حسب الوسائل التي تلائم كل قضية في أوانها.
وقد تتناقض هذه الصفات حتى يصبح النافع منها في قضية ضارا في قضية أخرى، وحتى يكون منها ما هو قرين للخذلان إذا اختلفت الوسائل والبيئات.
ولكن صفة واحدة من صفات النجاح لا غنى عنها في جميع الزعماء، وفي جميع القضايا، وفي جميع الأوقات، ومع جميع الوسائل، وعلى جميع الفروض.
تلك هي الثقة!
ثقة الزعيم بنفسه، وثقة الناس به، وبغير هذه الثقة في نفس الزعيم وفي نفوس الناس لا تنجح قضية من القضايا الكبرى، إلا أن يكون النجاح مصادفة لا محل فيها للتدبير ولا للتقدير.
Неизвестная страница