Мухалхил Саид Рабика
المهلهل سيد ربيعة
Жанры
ثم وضع الكأس وقال للمهلهل: دست آخر إذا شئت أن تطعم سائر أرامل تغلب.
وكان المهلهل قد شرب كأسه في جرعة، فقال وهو يمص شفتيه: مهلا يا عدي! فإن حظي اليوم غالب.
ووضع الكأس، وأخذ النرد في يده فضرب به ولعب لعبته، فإذا النرد يواتيه بلعبة بارعة، فصاح صيحة فرح ولعب اللعبة وهو يقول: لئن طال بنا المجلس لم أدع لك يا همام مالا.
فقال همام وهو يضحك: أرى الحظ يواتيك يا عدي منذ اليوم.
ثم رمى النرد فخرج له أخس وجوهه، فضحك الصاحبان معا، ورفعا كأسيهما فرشفا منهما، ثم لعب همام لعبته وقال: أرى السعد لك خدنا يا عدي، يواتيك في لعبك كما يواتيك في حبك، هل رضيت عنك سلمى؟
فرمى المهلهل النرد وهو يقول: ما أبالي إذا هي لم ترض عني.
وكانت رمية رابحة أخرى، فضحك الصاحبان ضحكة عالية، ولعب المهلهل لعبته وهو يقول: أما قلت لك إنني لن أدع لك مالا؟ أبشري يا أرامل بكر وتغلب بجزور أخرى من أموال همام!
واستمر الصاحبان يلعبان ويشربان حتى مالت الشمس للمغيب، وكان المهلهل في كل مرة غالبا حتى قمر صاحبه بعشر جزر من ماله ينحرها لأرامل بكر وتغلب، ثم جلسا يتناشدان آخر ما قيل في قبائل العرب من شعر، وجعل المهلهل ينشد صاحبه بعض ما قاله من الغزل في صويحباتهما اللاتي كن أحيانا يرضين عنهما ويشاركنهما مجالس المجون، وأحيانا يغاضبنهما ولا يحضرن مجلسهما. وفيما كان المهلهل ينشد بعض شعره رأى صاحبه يلتفت إلى ناحية من الوادي وينظر إليها في اهتمام. فقال ضاحكا: أراك فاترا عن سماع الشعر يا همام، كأن شعري لا يعجبك.
فلم يجبه همام إذ كان منصرفا بنظره إلى أسفل الوادي، فالتفت المهلهل ومد عنقه ليرى أين ينظر صاحبه، وقال له في مجون: هل أقبلت سلمى؟
ولكن هماما لم يجبه، بل قام من مجلسه وسار هابطا إلى الوادي الذي تحتهما، فأتبعه المهلهل ببصره فرأى جارية تشير إليه تستعجله أن يذهب إليها.
Неизвестная страница