Мухалхил Саид Рабика
المهلهل سيد ربيعة
Жанры
فضحك جساس ضحكة مرة وقال: «لأقتلن في ناقتي فحلا سوف يتحدث الناس عنه، سوف أقتل أسمن الفحول في ثأر ناقة ضيفي.»
ثم ضحك مقهقها ومضى مسرعا يقصد نحو سعد بن شميس.
فشرد خيال جليلة في كلمات أخيها، لقد عرفته لا ينطق لغوا، ولا يفوت أمرا عقد عليه نيته. فما ذلك الفحل الذي سيقتله؟ أي فحل هذا الذي يقتله جساس في الثأر لسراب، هذه الناقة العجفاء سراب؟ وكادت المخاوف تتجسم لها وتزيد من تهويل الخيال لولا أنها صرفتها وردتها، فما كان لجساس أن يقتل إلا فحلا سمينا من إبل زوجها.
وكان لزوجها فحل ليس في إبل العرب فحل مثله، هو الفحل «علال» الذي كانت تضرب الأمثال بعظم هامته وعلو قامته ، وقوة هديره وشدة وطأته. فذهب ظن جليلة إلى أن أخاها يريد أن يقتل هذا الفحل العزيز على زوجها، لكي يفجعه فيه كما فجع جاره في ناقته الهزيلة. وتبسمت عند ذلك بسمة سخرية من أخيها الذي يسف ويدفعه حنقه وحقده إلى مثل هذا الهراء.
ووقفت حينا تنظر في اشمئزاز إلى خالتها الشعثاء وهي تصرخ صراخها المنكر في ثيابها الممزقة، ثم عادت أدراجها نحو بيتها وهي تضحك ساخرة.
ولكن صرخات البسوس كانت تلاحقها وهي تنشد صائحة:
لعمري لو أصبحت في دار منقذ
لما ضيم سعد وهو جار لأبياتي
ولكنني أصبحت في دار غربة
متى يعد فيها الذئب يعدو على شاتي
Неизвестная страница