Мухалхил Саид Рабика
المهلهل سيد ربيعة
Жанры
فتبسمت جليلة ابتسامة ضئيلة، وأخفت وجهها في صدره وقالت: وماذا عليك لو أطعتني؟
فقال لها: أتحبين أن تتحدث الناس أنني خشيت أن أخرج؟ لقد تحدثت الأندية بما قال جساس عن طغياني وكبريائي، أتريدين أن تتحدث المجامع بأنني احتجبت خوفا حتى تأذن لي عرافة تغلب؟
فقالت جليلة في عناد وهي تنظر إليه: ألا تطيع رجائي؟ ألا تجيب توسلي؟ بحق حبي لك أطعني إذا لم تجد من حبك لي ما يحملك على البقاء. ابق اليوم إلى جانبي. لا يستطيع أحد أن يقول إنك خشيت الخروج. أنت فارس العرب وسيد ربيعة كلها، ولن يستطيع أحد أن يقول إنك تخشى.
فحول وائل عينيه عنها حتى لا يرى دمعها، وقال: «إن حبي لك يا جليلة لا يعدله عندي في الحياة حب، ولكنك لا ترضين أن يتحدث الناس عني حديث السخرية أو يظنوا بي الخوف، مريني أن أخرج إلى صيدي وأن أخرس لسان عدوي.»
وسكت لحظة ثم قال: «وإذا كنت تخشين أن يتعرض أخوك لي فإني أعدك أنني سأفسح له من صدري وأمد له من عفوي.»
ثم تخلص برفق من بين ذراعيها، واتجه نحو باب الخيمة، ووقفت جليلة تنظر إليه في صمت وقلبها يخفق وعيناها لا تزالان تدمعان.
ولما خرج كليب إلى باب المنزل لاح له يربوع يجري من جانب الوادي، فأسرع إلى قوسه فوضع فيها سهما فرمى اليربوع قبل أن يبلغ الجانب الآخر من الوادي، فصرعه في مكانه وقد أصاب السهم رأسه. وأراد عند ذلك أن يجعل وداعه مرحا، فنظر إلى زوجته وضحك ضحكة عالية وقال لها: «هذا عشاء عساف يا جليلة.»
فلم تملك جليلة إلا أن تبسمت وصاحت به: حرستك مناة!
ووقفت تنظر إليه وهو سائر وتتأمل قامته المعتدلة، ورأسه المرفوع وخطاه الواسعة، وكان كلبه عساف يسير كما اعتاد في آثاره يتشمم مواطئ أقدامه.
ولما بعد وأوغل بين الكثبان أسرعت جليلة خارجة إلى طرف الوادي، وسارت تهرول حتى دخلت في شعب من شعابه، وقصدت إلى بيت العرافة لتلتمس لزوجها عندها بركة إلهيها مناة وأوال.
Неизвестная страница