Мухалхил Саид Рабика
المهلهل سيد ربيعة
Жанры
ثم همز فرسه ومضى وهو يطعن الأرض برمحه وعيناه تقدحان شررا.
فانتفض كليب كأنما لذعته نار، وقال وهو ينظر في أثره: «أيها الفتى الوقح! ويل لك!»
فوقف جساس والتفت نحوه رافعا رأسه وقال: «سترى لمن الويل يا كليب.»
فقال كليب وهو يكاد ينفجر من الغيظ: «وحق مناة لأكبحن من سفهك.»
فلوى جساس عنان فرسه حتى صار أمامه وجها لوجه وقال ساخرا: «ما قلت سفها ولكنه الحق يصدعك. نحن الذين سودناك، لم تسدنا بعبيدك بل سدت لأننا عززناك. أحاربنا معك حتى انتصرت بنا، ثم تريد أن تجعلنا عبيدا لك؟»
فخشي كليب أن يخرج الفتى في قوله إلى أكثر من ذلك، فاكتفى بأن قال: «سأعرف كيف أؤدبك.»
ثم مضى عنه مسرعا.
وصاح جساس من ورائه: «بل يؤدبك رمحي.»
وكانت جليلة واقفة عند باب البيت تحمل في يديها صحفة فيها طعام وشراب، فلما وقعت عينها عليه عرفت في وجهه الغضب، فارتاعت واضطرب فؤادها، وألقت بالصحفة وسارت مسرعة نحوه ووجهها ينم عما يثور في نفسها من المخاوف.
ولم يأخذها بين ذراعيه كعادته إذا أقبل، ولم تهم هي بالاندفاع إليه كعادتها عندما تراه راجعا، بل وقفت على خطوة منه، وجعلت تفرك بيديها لتزيل أثرا من الدهن فيهما، ثم قالت وهي تحاول إخفاء ما بها: لقد أصبت صيدا كريما يا ابن العم.
Неизвестная страница