Тройственный союз в животном царстве
المحالفة الثلاثية في المملكة الحيوانية
Жанры
الحمار :
تفضل.
الحصان :
أراك قد خرجت عن الموضوع، وأظهرت في بدء كلامك أنك تميل إلى الاتحاد، ثم قلت لنا إن جمعيتكم لا تزال معززة مستقلة، فهذا ما نتمناه لها غير أننا نريد أن نعرف الآن إذا كنت تريد أن تشاركنا في مشروعنا؟ أتريد أن تتحد معنا، وتضم سلطتك إلى سلطتنا؟
الحمار :
قلت لكم إن الجمعية الأصلية ترحب بفروعها المنشقة، وتتهلل برجوعهم إليها، أفلا يكفي هذا التصريح؟ أتظنون أني أكره الاتحاد، ولا أفضل الوئام على الخصام، والمحبة على البغضاء، والاتفاق على الشقاق؟ يا حضرات الأفاضل، أنا معكم قلبا وقالبا (برافو لبيط وشهنقة عالية)
أنا من أبناء هذا الزمان، وقد دفنت في زوايا النسيان ما ورثته من سيئات أجدادي قبل إتياني إلى هذا المؤتمر (بارك الله فيك! برافو برافو) ، أرجوكم ألا تظهروا استحسانكم باللبيط، بل أعيروني إن شئتم آذانا مصغية لأقول كلمتين في شأن رئيس الجمعية الجديدة المقبل، فإننا قد اتفقنا على مزج العناصر الثلاثة المجتمعة هنا الآن، وجعلها عنصرا واحدا، أو بكلمة أخرى نريد أن نؤلف من الجمعيات الثلاث جمعية واحدة عمومية شاملة يترأسها أحد إخواننا كائنا من كان، بشرط أن ينتخب بالقرعة، ويكون أهلا لهذا المنصب الخطير، فالرئيس ولا مشاحة يجب أن يكون على جانب عظيم من الاستقامة، والنزاهة، والتقوى، والحكمة، والتدبير، والإخلاص، والشجاعة الأدبية، والغيرة، والحزم، إلى غير ذلك من الفضائل الحسنة، أما أنا فأزيد على ذلك مزية يشترط أن تكون موجودة في من ينتخب رئيسا، وهذه المزية هي صلابة القلب وكبره.
فالرئيس العظيم ذو الحزم والنشاط والحكمة هو الذي يكون متصفا بصلابة القلب، وسعة الصدر، فالمزية الأولى تقيه من السقوط في شباك الشواعر الرقيقة الاصطناعية الغرارة، والمزية الثانية تجعله محبا لكل من كان صالحا غيورا دون نظر إلى مذهبه وجنسه، ومن كان له خبرة في أحوال العمران وترقيه، يعرف أن الذين يشعرون كثيرا يعثرون كثيرا، فهل يرفق أو يشفق قائد الجيش حين يأمر عسكره بالهجوم على إخوانه في الحيوانية؟ وهل يجب على الرئيس أن يتسامح ويتساهل مع كل من يحيد عن نهج الاعتدال، ويهيم في فيافي الضلال؟ إن الحيوان الرقيق الشعور ليس بأهل للرئاسة، ومثل هذا لا يصلح لتدبير شئون جمعية كبيرة عظيمة منتشرة في كل أقطار المعمور.
ولا أقول هذا لأجعل في قلوب كل الحيوانات صلابة وقسوة، كلا فإن هذا يضر بصالحنا، ويعربس مساعينا، ويصعب طريق مجدنا، فالحيوانات المرءوسة يجب أن تكون لينة العريكة، وعلى جانب من الدعة، كي ترضخ لأقوالنا، وتخضع لسلطتنا ونحن بصلابتنا وقسوة قلوبنا نمتص ماء حياتهم، ونبقيهم صغارا أذلاء، فيصدعون بأمرنا، ويمشون حسبما نريد، وعملنا هذا لا يخالف قط نواميس الطبيعة ، فإذا هو جائز ومحلل، خذوا لكم مثلا من حراثة الأرض، ومن تربتها، فإن من له معرفة في فن الزراعة يعرف بأن الأرض منها مندمجة، ومنها متفككة، وأن الطبقة الأولى تكون فوق الطبقة الثانية لتحصل على النتيجة المطلوبة، فالاندماج خاصة تحاكي فضيلة الصلابة في الرئيس، والتفكك خاصة تشابه فضيلة اللين، والرضوخ في المرءوس، ولو كان للرئيس ما في المرءوس من اللين والرطوبة لما تمكن من إدارة شئون الجامعة، وتعزيز صولتها، كما أن طبقة الأرض العليا تمتص الرطوبة من الأرض السفلى المتفككة، ولنفرض أن الأرض المتلاحمة تشبه القرميد، والرخوة تشبه الإسفنج، فإننا إذا أشبعنا الإسفنج ماء وهو كناية عن الأرض الرخوة، ووضعنا فوقه القرميد المماثل للأرض المتلاحمة الصلبة لامتص هذا الماء الذي في الإسفنج، ولكن إذا أشربنا القرميد ماء، ووضعنا فوقه إسفنجة، وضغطنا عليها، فإنها لا تمتص الماء منه. وإذا كنا نرجو لجمعيتنا الجديدة نجاحا، ولسلطتنا تأييدا، ولنفوذنا ثباتا، ولمبادئنا تعززا ومنعة يجب أن يكون الرئيس كالقرميد، والمرءوس كالإسفنج، ويجب أن نضع القرميد فوق الإسفنج، ونتركه يمتص منه ماء الحياة (لبيط وشهنقة ونهيق وهتاف) .
صوت حي :
Неизвестная страница