Тройственный союз в животном царстве
المحالفة الثلاثية في المملكة الحيوانية
Жанры
اصمت، اسكت، انزل عن برميلك.
الثعلب :
ألا يحق لي أن أتكلم كبقية الحاضرين وأنا مدعو لهذه الجلسة، هل يرضى صاحب الدعوة الفاضل عن إسكاتي وطردي؟ هل يرضى عن إهانة ضيوفه في إسطبله؟ هل من قوانين الاجتماعات وقواعد الأدب أن تقذفوا نحوي كل كلمة باطلة قبل أن تعرفوا غايتي وقصدي (هس هس هس اصمت فليسقط الثعلب اللعين) أعيروني أذنا مصغية، ولا تقلدوا الحيات بأصواتكم رشقتموني بسؤالات مهينة وقبلتها بقلب متواضع (هس هس) وأجاوبكم عليها دون أن أمس كرامتكم «من أنا؟» (هس هس)، «من أين أتيت؟» (هس هس)، «ماذا أقصد بتصرفي؟» اسمعوا وبعد ذلك اصفروا وهسهسوا، أنا يا أسيادي صحافي (هس هس بش بش) أجاهد وإياكم في سبيل الحق والحرية، أنا حيوان جئت من بين الحيوانات الضعيفة التي تنظر إليكم شزرا، وتكتم لكم الشر والعدوان، رسالتي في هذا العالم هي أن أوفق بينهم وبينكم، وغايتي القصوى أن أهذب الجهلاء في مملكتنا كي يقدروا تعاليمكم حق قدرها، وأن أنبهكم إلى هذه القوة العظيمة الكامنة الآن في بطن الجهل، فالاستبداد من جهة والجهل من جهة أخرى يولدان اضطرابا مستمرا، وقتالا متواصلا، أنا يا أسيادي ممثل التعاسة والاضطهاد، جئت لأشارككم في هذا المؤتمر؛ لعله يكون فيه فائدة لعالمنا، ولعله يرفع عن نفوسنا المضغوطة أثقال الظلم والجهل، ويتم فيه قتل التعصب الذي ينفث بيننا سم الشقاق والخصام، ولتكسر القيود التي تكبلت بها أقلامنا، قد جئت لأشارك في البحث عن أمر جليل، ولم أجئ لأسمع الغناء، وأشرب أسرار المغنين:
غير مجد في مذهبي واعتقادي
نوح باك ولا ترنم شاد
وخصوصا في مثل هذا الوقت، ففي ساعات الفراغ أسر بصوت رخيم وعود جميل، ولست كما تظنون جلمودا غير أني أعجب كيف أن أمرا طفيفا يحولكم عن مقصدكم، ويصير مؤتمركم هذا قهوة مصرية كيف أن صوت جحش ينسيكم نفوسكم، ويسلبكم عقولكم (قف قف هس هس)، لا تظنوا أني أنكر على الجحش فضله، لا والحق فإني أطرب بغنائه في غير هذا المقام، وأشرب نخبه في غير هذا الموقف فضلا عن أن الأشعار التي أنشدها فيها من التغزل وبذيء الكلام ما لا يليق بحضراتكم استماعه، ماذا يقول عنكم جمهور الحيوانات التي ترشدونها وتنهونها عما أنتم فاعلون الآن؟ ماذا تركتم لأولئك الحيوانات الذين يصلون ليلهم بنهارهم، منغمسين في التهتك، ومسترسلين في اللذات؟ وكيف نوفق بين تقواكم المعهودة، وتقشفكم الغير المحدود ، وبين أعمالكم هذه؟ كيف تسرون وتفرحون بغناء فيه هذه العبارات القبيحة، والتلميحات السفيهة: «ولقد دخلت على الفتاة، فدفعتها فتدافعت فلثمتها فتنفست»، يا أسيادي الأفاضل، عودوا إلى حكمتكم التي تركتموها في هذه الدقيقة، تأملوا في ما أنتم فاعلون، اذكروا أننا اجتمعنا لنتخابر بأمور خطيرة، فيها صيانة حياتنا، وحفظ مقامنا كما ذكر في رقعة الدعوة. لا تظنوا أنني أخالف لكي أعرف، كلا أنا أخالف الآن لأني لم أنس الغاية التي من أجلها اجتمعنا، فاعذروني إن كنت شديد اللهجة، إنما ذلك نتيجة غيرتي الحاضرة على أبناء جنسي، ولا أقول ذلك لأتهمكم ضمنا بالفتور وعدم الاكتراث، ولكن لما رأيتكم غارقين في بحور اللذات، ساهين لاهين خفت على مشروعكم من الانقلاب والفساد، فجئت منبها يا أسيادي لا منذرا ومذكرا لا متهددا.
وكان لكلام الثعلب في النهاية وقع حسن في صدور البغال والجياد، فندموا كلهم على ما فعلوا، وانقلبوا ببرهة من أعداء إلى أصدقاء للثعلب الذي كان كلامه قاضيا على السكر، وهوسة الغناء، فرماهم في لجج الهواجس والتفكر، حتى إن أكثرهم أفاقوا من غفلتهم، وأخذوا يبدون علائم الاستحسان، فالثعلب الذي ابتدأ يتكلم بين هسهسة المستهزئين فاز فوزا مبينا، وختم خطابه بين لبيط الاستحسان.
أحد الحمير :
أما والحق إن في كلامه زبدة.
أحد البغال :
Неизвестная страница